ها هو صباح يوم الفراق قد أتى، يلوح بالأفق آخذاً ما تبقى من الأرواح القليل، آن الأوان الذي ذرفا طوال الليل دمعاً خوفاً من حلوله
حقيبة فتى إسكتلندا إحتوت عديد القمصان التي دسها العقيد فيها حيث تحمل بعضاً من رائحته التي ستمضي مع فتاه فترة قبل أن تختفي
وضعها الأكبر على الأرض وقد إنتهى من تجهيز نفسه كما الفتى القابع على طرف السرير أمامه
يجلس بروح خاوية ينظر لحبيبه الواقف أمامه وعيناه تذرف دموعها الغير مصدقة للموقف الذي هو به
ملامحه عابسة ونظراته لسوداويتي عشيقه كانت يائسة لا تعي كيف يمكنها أن تلقي الوداع هكذا ؟
و هيونجين وجد الحياة تجرعة مرارة الموقف الذي تفاداه عندما ترك فتاه نائماً في ريف إسكتلندا، هو مضطر لوداعه الآن، لأن يعانقه العناق الأخير و يستنشق رائحته لآخر مرة
ذراعيه إنفتحتا يدعو الأصغر لأن ينخرط بينها بآخر حضن يجمعهما فما كان لعبوس ايان إلا أن يزداد أضعافاً و أضعافاً
هو يريد أن يعانقه، يريد أن يشعر به وينال بعض الحياة من أحضانه لكن ليس لآخر مرة، ليس لأن يبتعد عنه بعدها بلا رجعة
إستقام من مكانه يحشر ذاته الضعيفة بأحضان من إحتواه بعناق يليق بكونه عناق وداع، يعتصره
و يأخذ من رائحة خصلاته آخر جرعة مسكرة عل مفعولها يكون أبدياً بلا زوالوايان كل ما كان يفعله هو التمسك به بشدة وكأن أحداً يسحبه من ذراعي حبيبه وما عليه إلا المقاومة كي لا يتركه
يكافح للبقاء هناك كونه ما أن يسلب منه فستكون روحه من دون أي حياة
دقائق طويلة مرت، الأميال تسير و تقطع طريقاً بلا أن يتخلى أياً منهما عن نصفه الآخر، بلا أي كلام فما عادت للأحرف قدرة على التعبير وما عاد لصوتيهما قوة كي ينطقا
بدون إرادته كان على العقيد أن يخطو خطوة و يسلب الروح من فتاه و نفسه، يسحبها ببطئ مميت وهو يرخي ذراعيه محاولاً إبعاد حبيبه و يريف بصوته الباهت
" سنتأخر على القطار "
ايان فقط كان متمسكاً بذراعيه لا قدرة له على القبول ولا الرفض
لا يشعر بشيء من حوله يترك عقيده يسير كل حركاته و إتجاهاته، فما وجد نفسه إلا بالحمام الذي إحتوى بعضاً من جميل الذكريات التي إختبأت بخجل بين زواياه
وجهه كان منحنياً على المغسلة حيث يقوم الأكبر بغسله أملاً أن تنجرف سيول دموعه مع سريان الماء على بشرته
أنت تقرأ
1965 | HN
Romance"أنا جندي أعلن الولاء لبندقيتيك" الروايه محوله 'جميع الحقوق تعود إلى الكاتبه الاصليه '