دجى الليل إنطوى فأسدل الفجر أجوائه،
قطرات الندى هبطت على الأرض و أصوات العصافير زقزقتوعينا العقيد ساهرة لم ترى نوماً، ملامح من ملك فؤاده سرقت عيناه من النوم حتى طلوع الفجر
أصابع يده لا تنفك تسير على إنشات حملت جمالاً فاق ما تحويه الزهور من حسن، و تارة أخرى تلك الأصابع تنساب صعوداً إلى أن يحط بها الرحال فوق الخصلات الحريرية مسيرة أشرعتها تباعاً لها
أما ايان فلا إحساس له بما حوله، غارق بنوم عزله عن الوجود بعد أن أهدته الحياة حضناً افتقدته روحه كثيراً
عيناه غارقة بملامح حرم منها لما يزيد عن شهر فأقسمت روحه على إرواء شوقها و التزود بما يرويها بعد أن يفقده مجدداً
عظيمة هي الأقدار، كيف كان وكيف أصبح ؟
إلى ما قبل يوم هو كان يراه طيفاً مشتاق له، كان يحرص على غلق عيناه كي يتسنى لروحه تجسيد ذلك الطيف الذي يحمل هيئة فتاه البعيد عنه
وها هو القدر أردى به حريصاً على عدم إطباق جفونها خشية مرور لحظة بلا إرواء لعينيه
رأسه مستند على الوسادة و رأس النائم توسد ذراعه الممدودة، تائهة عيناه بين حزن و بین شوق،
أما شفتاه فتفرقت هامسة بنبرة خافتة غير مصدقة
للحال الذي آل إليه حاله" بالأمس كنت طيفاً أتمنى أن لا يختفي، كيف
أصبحت فجأة بين ذراعي نائماً ؟ "لم يكن القدر من رمى بمالك فؤاده بين أحضانه بل
ايان بنفسه صنع قدراً يجمعه بعشيق بندقيتيه
الهائمالثواني مضت فتلتها الدقائق متحولة لساعات،
العقيد مكتفي بإمداد نفسه بملامح معشوقه و النائم لا زال لا يعي على ما حوله من محيط ينام و كأنه لم ينم قبلاًفارقة النوم منذ مدة طويلة حيث إنه لم يستكن بمثل هكذا راحة و نوم هادئ لا يعاني به من الكوابيس المتمثلة بواقعه، عكس من غادر النوم عيناه فور أن عاد حبيبه لأحضانه
حركة رموش النائم أعلنت عن قرب موعد عودة بندقيتا العقيد الذي سهر الليل منتظراً لقياها، فما كان له إلا ترقب تلك اللحظة مبصراً بها بؤبؤيها بعد أن تفرقت الجفون المخفية لها
ناعسة هادئة لا تعني شيئاً مما حولها سوى من بادلتها العشق بجرمين غطاهما السواد فزادا من وسامة عقيد إنجلترا
" صباح الخير يا من أشرقت روحي بشروق شمسيه"
عبارته التي نطقتها روحه لا لسانه قد زرعت وروداً
نمت بين الضحكة التي أصدرها ثغر من استيقظ من النوم ملاقياً كلمات عاشقه الهام، فما أبهجت تلك الضحكة سوى فؤاد أثقل بالحب الجائر
أنت تقرأ
1965 | HN
Romance"أنا جندي أعلن الولاء لبندقيتيك" الروايه محوله 'جميع الحقوق تعود إلى الكاتبه الاصليه '