40

166 18 23
                                    

أسبوع قد مر منذ أن عاد جسد فتى إسكتلندا لوطنه بلا روح

غادر الريف بوجه ضاحك و قلب متلهف للقاء حبيبه و عاد ذابل الملامح فاقد لعينيه في آخر لقاء

إسبوع قضاة بأحضان والدته تبكي على حاله
و تتوسل الرب أن يرأف بقلبه

تؤذيها رؤيته بلا روح و يكافح للعيش من أجلها فقط بعد أن فقد رغبته في الحياة التي خلت مِن مَن كان سبباً لسعادته

على سريره الصغير مستلقي و رأسه مستقر على فخذ والدته التي تمسح على خصلاته مراقبة عينيه الدامعة

ينظر للفراغ و لا يرى بداخله سوى من سكن قلبه
و غاب عن عينيه

" أمي "

همسته منادياً إياها جعلها تهمهم مجيبة ليدلي ما بخاطره وهو ما تأخر كثيراً حيث نطق سائلاً إياها بنبرته الخافتة علها تعطيه حلاً لحاله

" كيف إستطعتِ إكمال حياتكِ بعد أن مات أبي ؟ "

سؤاله أعاد لها ذكريات عزيزها الراحل الذي ما ظنت إنها ستعيش من بعده، لكنها وعلى غير المتوقع قد أكملت ما يزيد عن إحدى وعشرون عاماً بدونه

تنهيدة مثقلة غادرت ثغرها قبل أن تُجيبه وهي تمسح على خصلات شعره

" بسببك أنت، أنت صنعت لي حياة جديدة وسعادة جديدة أعيش عليها بدونه"

دموع عيناه إزدادت بلا أن يجد حلاً بين كلماتها
رفع جسده ليستقر مقابلاً لها و البأس قد أمات الحياة في تفاصيل ملامحه

العجز و الضعف قد نال منه ما إن إفترق عن من كان له الحياة والسعادة

يخبر والدته عن عدم إفادة ذلك الحل معه وهو لا يملك سوى صورة و بضع قمصان وما تبقى من ذكرياته فقط

" لكني لا أملك شيئاً منه أمي، ليس لدي طفل يحمل ملامحه لأفني حياتي في سبيله"

قلبها قد تقطع لكلماته اليائسة، هي ما توقعت يوماً إن طفلها سيقع بالغرام مع رجل بل و يصل في حبه ما يقطع أشلائه

وما كانت لتعترض بعد أن رأت سعادة إبنها بتلك الأيام التي كان العقيد ضيفاً بمنزلهم عندها

هي حاولت تقريبة من ايان ليحضى بصديق على الأقل ويعتاد على الإختلاط بالبشر بعد أن كان يرفض تواجد غير أمه في حياته

لكنها لاحظت حباً عظيماً ينمو بينهما وما تجرأت على الإعتراض و سلب صغيرها تلك السعادة ولو عارض العالم بأكمله ما كانت لتهتم

1965 | HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن