part 27

60 7 43
                                    

العمر يفنى بين أتجاهات الوقت المندثر وعند الالتفات ترى كم تراكم فضيع من الجهد والإنكسار ما هو اعلى يعطي الافضلية في الاستمرار الا انه لا يمنع ارادة حرة في المضي.

انا امقتْ الشتاء ، جسدياً ونفسياً لطالما أوجد لي حساً من الجمود والوحدة المنفردة في أشهر وأيام ، الدقائق التي تختفي والحاضر الذي يمضي مع اني في لغط خاص غير منتهي ، المستقبل والماض الوحيدان المتواجدين لان كل اللحظات التي نعيشها تمسي خلف ظهرنا وقتاً للاستيعاب ، من اول رؤيتها والاحساس بها انياً وحتى ميعاد ابصارها وشعورنا اختفتْ الثوان وامستْ ماضياً مغبراً .

أجر الهواء بلحظة هادئة وفانية ، اراقب بعيناي جانب الشارع وعياً منخفضاً لرمش بطيئ فكراً ضبابياً ، رفرفتْ برموشي تحسباً ورحتْ اناظر اقدامي الغاطسة في كمية الثلج الثقيلة معطياً اهمية الى يداي المدفونة في سترتي الدافئة اخيراً ، في بقعة غريبة أتواجد ، أخر ما اذكره كلام الممرضة عن انفصال القضايا وان ادوارد له يد في مارفيل فقط لا بقية الاطفال ، ميكاسا تعرضتْ الى القتل على خسيس مجهول ، بعدها لم اعي شيئاً وها انا في مكان غير معلوم من جديد نحو نقطة البداية .

لماذا انا هنا اساساً ؟ ،في اي ساعة واي حدث ؟، اي تغير هادف ونافع ياتِ من الاسى هذا ؟ يا ليته حلم  لم ينقضى وليتني لم انتفض الى ذلك المستقبل لابقى هنا دون ذنب ، ضاعتْ الاحلام اغتراباً ،  الكل مشى بطريقه الخاص وانا المتخلف الوحيد .

: ليفاي !.

لحن طفولي وشديد الرقة معلوم قد نده اياي منهضاً فكري المشغول ، استدرتُ نحو الخلف بفتور لابصرها ، كما لو انها حلم مستمر ، لا يتغير ولا يختف تاركاً اياي وسط الظلام فمنذ ان افلتتْ يدي وانا افقد الطريق دون عودة ، تمسكُ حزماً برباط حقيبتها الحمراء والمميزة، وقفتها مائلة بسبب الثلج القاسي الذي يكسر هشاشتها الحيوية ، ملامحها الصغيرة تذكر اياي بصورتها المخربة دائماً وابداً ، عيناها مضيئة بالحياة ومصرة بصورة غريبة ، وجنتيها زهرية من الجو وشفتها مزمومة حنقاً صبراً منقرضاً ، هذه اول مرة اراها تنذر بالشؤوم لماذا ؟ لا علم لي .

: انتَ لا تبدو بخير بتاتاً !!، عليكَ العودة نحو المنزل ! ، افحصتْ بكامل الجسارة لغة مالة ومبحوحة مقتربة بجر اقدامها ثقلاً جانباً مني مني ، اتبعتها بنظري تماماً باستغراب مولياً كامل اهتمامي للذي تتحدث به ، رددتُ عليها بجفاء لمقل مركزة وصوت ضعيف غير متيقن ، : لماذا ؟.

: انا اعرفكَ ! ، انتَ حزين على مارفيل فلا تتظاهر بالقوة ! ليس انا من أخدع  ، اعربتْ مجادلة اياي بلغة ضاجرة لاوية شفتها امتعاضاً قبل ان تراقب اياي بحرص واكتراث ، ماذا تقول هذه ؟ .

 -rivamika -Zeroحيث تعيش القصص. اكتشف الآن