حَاولتُ تَناسيها فَفاضت على أوراقي كالسَيل الجارِف ..
حالَما أمسكتُ القَلم .. أَخفيتُ مشاعِري بينَ أَوراقي .. تِلكَ المشاعِرُ نَفسُها التي كُنتُ أَكبَحُها طِيلةَ ذَلكَ الوَقت ، لكنها أَبَت إلا الخُلود ، لِأَتذَكَرَها حَالما أفتحُ دَفتَري البالي ..
لازِلتُ أواصلُ قُدُماً بِجَناحٍ مَكسورٍ وَقَلبٍ مُحطَّمٍ لازالَ يجمعُ شِتاتَ حُطامِهِ المُبَعثَر .. شِتاتَ سَنَواتِهِ التي قَضاها كالسَقيم ..أَشكُرُكُم .. أشكرُكم على هذهِ الجِراحِ والنُدوبِ التي خَلَّفَتها أَفعالُكُم ..
لَولاها لَما بَقيتُ الآنَ واقِفَةً أَمامَكُم بِهذهِ الصَلابة ، لَما أصبحتُ ما َأنا عَلَيه ..
تَفَتَّحَت بَتَلاتُ زُهوري بَعدَما سَقيتُها بِماءِ الدُموع .. ماءٌ يَحمِلُ كُلَّ أَصنافِ الوَجَع ، لكِنَّها نَمَت لِتَعيشَ قَويَّة صُلبة لا تَكسِرُها رُعودٌ ، وَلا تَثنيها عَواصِفُ هائِجة ، وَها أَنا أَتَقَدَّمُ مِن جَديدٍ لِأُحيي ماضٍ بَعيد .. وَقَد سامَحتُكُم يامن عَثيتُم في أَرضي فَساداً ..أنا لم أعد ذاتِ الطفلةِ التي أَلِفتُموها يَوماً .. أَصبَحتُ الآنَ أَنمو على أَعوادِ الرَماد ..
أَصبَحَتْ أَحلامي الوَرديةُ فِي الحَضيض ، وَبَينَ رُعودِ الحَاضِرِ وأَجيجِ المُستَقبَل ، أمضيتُ بوحدتي وفِكري حَتى قادَتني كوابيسي نَحوَ الجُنون .. ماعدتُ أَرتَوي البَهجَةَ إِلا في سَرابي ..أَيّامٌ تقطِنُها الكَوابيسُ والوَُحُوش ، وبَعدَ التَفكيرِ في الأَمر .. بَعدَ التَفكيرِ بِتِلكَ اللَّيالي الرَتيبةَ التي مَرَرتُ بِها .. لَم يَكُن بِوسعي سِوى الإستيقاظَ مِن ذلكَ السُباتِ الذي كُنتُ واقِعةً فيه ..
كانَ عَليَّ أَنْ أَستَيقِظَ قَبلَ أَواني لِأَشهَدَ واقِعاً مَريراً تَقشَعِرُّ لهُ الأَبدان ، وَتَرتابُ لِوَقعِهِ الأَنفُس ..
تَحَلَّيتُ بِعَزمٍ يُضاهي صُمودَ الجِبال ، حَصَّنتُ نَفسي بِدِرعِ العِلمِ والثِقة ، وَأَسدَلتُ ذلكَ القِناعَ المُحَصَّنَ مِنَ الخُدوش ، ها أَنا أَقولُ لِلصِعابِ هَلُمي إلي ، فَما عُدتُ ذلك العودَ الطَري الذي يَثنيهِ الهُبوب .. أَصبَحتُ جِذعاً ثابِتاً لا تَهُزُّني الرياح .. أَنا مَن نَشَأتُ بَينَ العَواصِفِ لِعُقُود ..ะ♡̸̸̸̸̸.
أنت تقرأ
خواطر إنسانة
Phi Hư Cấuهنا مقبرة لمشاعري المدفونة ، كلمات لأشخاص وأشياء لم و لن يقرئوها .. هنا حيث اللامكان واللازمان يلتقيان لتنسج حروفي كلمات تتراقص على مدى الزمن تحمل معها أحاسيس صعبة التعبير وأقوال صعبة البوح .. بقلمي : ميرا