أَخبرتُكَ مِراراً في وحدتي وفي عَتمةِ الليالي أَنْ لا تَتَقدَّمَ أكثَر .. أن لا تُزيلَ تلكَ القيودَ التي بَينَنا .. أَن تُبقيني مَحفوظَةً فِي ظلِّ الأَسرارِ التي تواصلُ كِتمانَها حتى آخِرِ الأَنفاس .. إحفَظنِي ضِمنَ مقتنياتكَ الغيرِ مُكتَشَفة ، كأَرضٍ غيرِ مأهولَة ، سَمائُها تصدَّعَت مِن التِجاجِ عَواصِفِها المُرعِدة ..
أخبرتك وأخبرتُك مراراً إنك إن تقدمت أكثر فسوف يكون الهَلاكُ لكلينا .. سَيَفرِضُ عَلَينا هذا الكونُ أَمرَ الفُراق .. لِنَعودَ كما لَو لَم نَعرِف بَعضَنا قَط ..لكنَّكَ لَم تَستَمِع .. وَاصَلتَ المُحارَبَةَ حَتى عِندَما أَرخَيتُ يَدي عَن يَديك وأَبعَدتُها بِكامِلِ قِواي ..
واصلتَ التَمَسُكَ بي بقوةٍ ولازلتَ تُحاوِل .. حَتى أَصبحنا الآنَ نمُرُّ عِندَ مفترقِ الطُرُق ، نَجُرُّ خَلفَنا بَقايا حُطامِ أَرواحِنا المُشتتة ، وقُلوبِنا التي تَخلَّت عَن أَجسادِ بعضنا البعض لتعيشَ عندَ أرضِ الآخَرِ تنتظرُ لَحظَةَ سُكونِها الأَبَدي هُناك ..
لا يُمكِنُ لِسفينةِ الحَياةِ أَن تَتنبَّأ بِما يَنتَظِرُها خَلفَ الأُفُقِ البَعيدة .. ومامن أحدٍ يعرفُ أَيَّتُها العاصِفَةُ التي سَتغيرُ وجهة مَركَبِها بِالكامِل .. أَو تَكسِرَه .. لِتنالَ أَعماقُ المحيطِ حِطامَها
لكنها رغم ذلك تواصل مسيرتها بِلا هَوادة ..إحفَظنِي بَينَ ثَنايا قَلبِك ، إحفظني كَكنزِكَ الثَمينِ الذي تَخشى عَليهِ مِن عُيونِ الأَنام ..
فأنا كالنارِ في اشتدادِ لَهيبِها نَزوةٌ خَانِقة ، تَهيمُ ذائِباً بَينَ نَسَماتِ ألسِنَتِها ، وهي لاتزالُ تتوهجُ لِتَعبثَ بِروحِكَ المُتَلَبّّسة ، وأما من حولي فسكونٌ حاد ، يغريكَ لتكتشفَ أَسرارَهُ التي نَجَحتُ في إخفائِها بمهارة ، ما ينتظرك خلفَ هذا السُكونِ إلا هاوية ، تَأكُلك كُلَّما اقتَرَبتَ أَكثَر .. وَتَبقى أنت بذاتك المتسمرة تتخبط بين ظنٍ ويقينٍ كمَا مَمسوس ، وتبقى متأكداً من أمرٍ واحد .. وهو إن وجودي بينَ أعماقِ حناياك ينبغي أن يبقى سراً مدفوناً على مدار الزمن .. سراً لأرضٍ لَم تُكتَشَف ، وُجودُها معدوم كحقيقة وجودِه ..ะ♡̸̸̸̸̸.
أنت تقرأ
خواطر إنسانة
Não Ficçãoهنا مقبرة لمشاعري المدفونة ، كلمات لأشخاص وأشياء لم و لن يقرئوها .. هنا حيث اللامكان واللازمان يلتقيان لتنسج حروفي كلمات تتراقص على مدى الزمن تحمل معها أحاسيس صعبة التعبير وأقوال صعبة البوح .. بقلمي : ميرا