خواطر إنسانة

زَهرةٌ وفَراشَة ༄

هُوَ لَم يَسرِق كُلَّ مَا أَملِك ..
بَل سَرَقَ أَغلى مَا مَلَكتُهُ فِي الوُجود ..
وَما بالُ الفَقيدَةِ تُناجِي بِحيرةٍ الورى ..
أَلفَيتُ أَطوي الذُلَّ مُتَناسِيةً هَمَّ الوَعيد ..
أَمسَيتُ أَلتَمِسُ التَضحِياتِ لِعُقُود ..
أَفرِدُ بَتَلاتيَ الزَاهيةَ لِأَنشُرَ سِحري بِلا قُيُود ..
وَرُغمَ الهُبوبِ وَالرُعُودِ لازِلتُ أُواصِلُ الصُمود ..
وَمَا لِسابِقِ تَضحِياتٍ مِن مَغزىً وَلا مَردُود ..
أَيَا حُورَ الغَابِ فَاحتَظِنِي ذَاتَ بؤسٍ مَنضُود ..
وَلُفِّي بِظلِّكِ هَمَّاً مُتَشَبِّثاً بِأَوصَالي ..
أَمَا آنَ الأَوانُ لِطَيفِكِ أَن يَضرِبَ ذَلِكَ العَدوَّ اللدود ..
وَيُعيدُ إِلَيَّ ذلِكَ الحقَّ المَنشـُود ..
رُدّي إلَيهِ مَا اقتَرَفَهُ مِن خَطايا السَلبِ والشُرود ..
إضرِبي بِجَناحَيكِ حَنايا الأَرضِ وَاكتَنِفي ..
عِطريَ الفَوّاحَ وَاستَردّي حَقّي المَأخُوذِ ..
مالي سواكِ مُستَمِعاً لِشَكوايَ وَفَحوى بُؤسيَ المَوقودِ ..
هَلُمِّ إلَيَّ بِأَنامِلَ مِن حَريرٍ وَامسَحي ..
أَمَلاً رَاجِياً مِن سَارِقي أَن يَعودَ ..
مَا خَلَّفَهُ العابثونَ بي لا يُستَرَدُّ ..
وَإِن مَضَتِ الأَعوامُ ونَال مِن طَلعيَ الوُجود ..
ناجَيتُكِ حائِرةً يَا أُختاهُ وَكُلِّي أَمَلٌ مَا أعماهُ الزَمَن
أَن تَمسَحِي حزني الدَؤوب ..