مئة وتسعة عشر سكيناً༄

3 1 0
                                    

عرفتها منذ خمس سنوات، وكنت أعلم أني أعرفها أكثر من أي شخص آخر، لكني لم أدرك أنه كان يعرفها منذ سنواتٍ قبلي، لم أكن أعرف أنه سيأخذها مني، وهي لم تكن لي من الأساس، كان سارقاً جداً، قوياً وماكراً، ولم أكن أملكُ أمامه أي فرصة، قطعتُ أشواطاً من حياتي حتى أصل لهذا الحد، وبعدما أنهيتُ البناء أخذ ينهار أمام ناظري.
أنتِ فتاة كذوبة، أو جاهلة حملت لعبة لا تحسن الإعتناء بها فقامت بتحطيمها إلى أشلاء، وكم تباهت الألقاب في وصف قوتي وعزمي، ولكن ذلك المرض كان أقوى مني، فقد سرقكِ مني على حين غفلتي، بعدما أقفلتِ بابكِ وأقفلتُ بابي، لأصحو وقد فقدتُ نوتات صوتكِ إلى الأبد..
لما لم يخبرني أحد أن أيامي معكِ صارت معدودة، وأن صوت همساتكِ ذات ضريبة ضخمة سأدفع ثمنها لاحقاً.. وأن أيامي التي كنتُ أقضيها معكِ قد غادرت دون رجعة، غادرت بعدما أخذكِ مني ذلك السارق، أم أنكِ كنتِ تفضلينة علي لتغادري معه دون أن تلقي لداري كلمة وداع، رحيلٌ باهت كما أيامي هذه..
ها أنا أعّد السنين على أمل الإنتظار، إنتظار أن نلتقي ذات يوم، لأحيا بجواركِ حياةً أبدية بعيداً عن أولئك الأعداء، يغمرني هاجسٌ بأنها قاومت وناضلت بروحها الأَبيّة، نفضت غبار اليأس عنها كُلَّ مرة، حتى عرف الدهر كيف يكسرها، يتملص السواد من بين أيديهم، الحياة وقدرها ومناها، ودوت عزوفٌ من قعر داري، بين عتمة داكنة وثلاث مقاعد، هناك حيث اعتادوا التشاور لكسر صغيرتي، وبمئة وتسعة عشر سكينًا طعنوا ابنتي في فؤادها، أخذوها مني لينال عهدها الردى، وأثمان غدقي ضاعت هباء..

خواطر إنسانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن