شَهِدتُ تعاقب الفصول بلا كللٍ وكلَّت بذاتها مأواي
أَيا حانيةَ اليَد رِفقاً بي، حيناً تدنو وحيناً تتركني لِمُناي
أَخانَت تِلكَ الأُلفة، أم أنها استحبَّت سَقَمي وبَلاي؟
وَعانَقَت رِكابي الأرضَ كَما الأَسير، وكادَت أَناملي بِامتدادِها بُلوغَ سَماي
وَبِضعُ كَلِماتٍ تَصادَمَت مِن مخرجٍ، لتنسِجَ دَليلَ شَقاي
عَاثَتِ الأَوصالُ في عُمقِ التُرابِ سائِلةً، أَمامِن عَودةٍ لِصِباي؟
تَلَفَّتَتِ العُيونُ وَتَهافَتَت، ظنونٌ لِمُستَقبَلي وَظَناي
أزمانٌ مَضَت ولَم يتمكن الوهنُ مِن إغراقي
وبِتُّ أطوي صفحاتٍ مِن كِتابِ حياتي.. ألملم شتاتَ أيامي..
وهمٌ امتزجَ بسوادِ حبري، والتَهَمَت أَلسِنَةُ اللهَبِ بَقايا أوراقي
صَيَّرَتها لِرَمادٍ خالصٍ لا يعرفُ العودةماعادَت تبرُقُ مُقلَتاي وتتفتح وجنتاي كزهورِ الرَبيعِ كَما السابق
دارَت بي الحياةُ وجلتُ بخاطري لِزَمَنِ الرِفاق
لذلك الذي احتَضَنَ كفوفَ يَدي أَشتاق
وأَراني أَرسو على ناصيةِ الطريقِ حيثُ رَمَتني الأيام
أَما لِسِكَّةِ الرُجوعِ مِن لَمحَةٍ وَلا رَجاء؟
حيثُ أصحو لِأُحَادِثَ عصافير الصباح عن إشراقة اليومِ بلهفةِ محبٍّ للقاء
تمُرُّ القطارات أمام ناظري مُحَمّلة بالرُكّابِ نَحو الفَناء
وأنا لازلتُ وَحيداً أَبتَغي قِطارَ الوَراء
بِلا أَصفادٍ وَلا أَغلالٍ أُريدُ المَسير، لا أَن يُؤخَذَ بي إلى مَوكِبِ الجُهَلاء
أَوراقٌ فاضَت عَلى كِتابي، لِتُلقي بِحملِها وَتَعتَزِمُ البَقاء
فُؤادٌ تَغَلغَلَت في طَيّاتِهِ، بِحارٌ وَأَعاصيرُ وَبردٌ وَشِتاء
أَمامِنّا إلا راحِلٌ وَمامنّا إلا مُتَجَرِّعُ الشَقاء
لَعِبنا وَذَهبنا وَأَتَينا، أَكَلنا وشَرِبنا وٕاشتَرَينا، كَتَبنا وَقَرَأنا ومَشينا
وَكَسَبنا قَلباً ووَشينا، وَبعدَّ ذلك أبينا أَن نَتَرَقَّبَ اللِقاء
أنت تقرأ
خواطر إنسانة
Phi Hư Cấuهنا مقبرة لمشاعري المدفونة ، كلمات لأشخاص وأشياء لم و لن يقرئوها .. هنا حيث اللامكان واللازمان يلتقيان لتنسج حروفي كلمات تتراقص على مدى الزمن تحمل معها أحاسيس صعبة التعبير وأقوال صعبة البوح .. بقلمي : ميرا