سلام تألق بين الهيام، أنار الأنام وأنهى الكلام، لذكر وطيدٍ خفيف المقام، إلى سيدة الورى والحسان، ويامن تشرق للقياها محياي، أكتب وكلي يقين بصدر رحبٍ ستسمعي شكواي..
أولم تنسي جروحي يا أوراقي، ترائى لي أنكم تحاورون بعضكم البعض من دوني، فقط لو استطعتُ الوصول لتلك العاطفة المرجوة، تلك العاطفة المفقودة منذ سنوات، أتراها تعود لتحمل معها سكوني، أو يُسمح لي بسؤال العودة إلى زمن الراحة والأمان، أم أنه طلبٌ بعيدُ المنال؟
غرقت عيوني في بحار دموعي.. ماذا علي أن أفعل الآن؟ بتُّ أخيمُ بالأسى على نفسي وروحي، وعلى أرواح والداي وأهلي بِلا إستثناء، ماعدتُ صاحبة البهجة والسرور، أنا الآن في عداد المأسورين يا أوراقي.. ماعدتُ تلك الطفلة التي تعرفينها، فأنا الآن فاقدةٌ لذاتي، ضِعتُ بين ضجيج العالم المتراكم، وخيوط المرضِ تربط أوصالي بلا رحمة، أنفاسٌ ماعادت موجودة، تقطعت في صميم آهاتي، وماعدتُ أَعرِفُ هَل أَنا المُلامة هُنا؟ هل أنا السبب؟ هل أنا المذنبة؟..
تعبتُ يا أوراقي، لقد بنت لي الحياة كوابيساً لا تطاق، كوابيس من مَرضٍ قذر ذقتُ فيه الألم والعذاب، حتى صارَ جسدي كتلة حطام.. أحدهم يأخذُ ثأره مني لغلطٍ ارتكبته، وما أكثرُ أغلاطي، ترقبتني عيونٌ في الخفاء لتطيح بي، وأنا الآن أمُرُّ بضائقة نفسية، حيثُ بات جسدي يهذي بأصناف الأسقام، وأشدَّ أنوع التعب إهلاكاً، كما وأنَّ الحياة تطردني من كنفها بالقوة، أو أنها تُحمّلني ضريبة العيش والسير فوق هذه الأرض..
ألقيتُ عن أكتافي آهاتٍ وبضع حروقٍ نُسِجَت في حروفٍ كانت تكوي كياني، وما أنا منتظرة من جواب، سألتكِ لأشفي غليلاً مرتاب، فَصِلي بضيائكِ وَطَناً سَرَاب، وأما آخر الكلام، فدعواتي لكِ بالسلام، وحُسناً وَوِئام.
أنت تقرأ
خواطر إنسانة
No Ficciónهنا مقبرة لمشاعري المدفونة ، كلمات لأشخاص وأشياء لم و لن يقرئوها .. هنا حيث اللامكان واللازمان يلتقيان لتنسج حروفي كلمات تتراقص على مدى الزمن تحمل معها أحاسيس صعبة التعبير وأقوال صعبة البوح .. بقلمي : ميرا