وإن أَبَتِ الأَيامُ أَن تَكتُبَ الذِكرى ..
فَقَد كتبتُ لَكُم ذِكرى بِأَطلالي
حُروفٌ أَمْ أُلوفٌ عَشعَشَت غُصنَ جذعِ
يا مَن قطعتُ مَعَهُم حِينَاً مِنَ العَصرِ
وختمتُ على أعيِانِهِم جُلَّ آمَالي
مَا كانَت جِواري تَألف النَدى
وما كان لِلوَرى أَثَرٌ لِإِيلامِ
لاحت لبؤبؤي لِحاظٌ تَطوِي المُنَى
أَثَرُكُم باقٍ يُداعِبُ طِفْلَ وِجدَانِي
سكنتم بأرواحكم حنايا قلبي
وما كانت اللحاظ بلحاظي
وأبَتِ الأَيامُ إِلاَّ أَن تَبتَليِني
عَقَدَتِ الجَوارِحُ هَاهُنا صُلحاً
عَهدَ الزَمانةِ لا بِرّاً فَيُنجِيني
ما أَلفتُكِ رُوحَاً تَأنَسُ الرَدَى
وما أَلَفتُ النَفْسَ تَحيا فَتُنهِينِي
لا الدهرُ دَهري وَلا الجَوارِحُ جَوارِحِي
وإن كانت لِحاظي جِدُّ وَاهية
سُرورٌ وَنُفورٌ تَصَبَّبَتها أَمطارُ جفنٍ
لِيمسح التاريخ أثر الرفاقِ
ويخط الوالي عهد خلقي
لأنتهج الطريق نحو خلاصي
وما كان الصحاب محظ خلٍ
ندوبٌ وحروبٌ تكتنف خلدي
وحينما رَنقُ وقعِكُمُ انجَلَى
رُغماً عَنه بضعي للقياكم غَادرني
وما كان الوداع على بالٍ بخاطرِ
غير أنه حال بيننا بفجر عمرِ
يَرسُمُ أَلواناً مِنَ السَحَرِ حينَ يَدنو
وأنا لازلتُ هاهُنا كالمُقعَدِ المُتَجَهِّمِ
وَباتَتْ أَيامِي تَنقَضِي فَجَّاً
وما أنا للقياكم جِدُّ بِلامِحِ
مَا كُـنتُ لأرواحِكُم سِوى عابِرٍ
مَا أَنتُم بِدائِميِن ولا أنا بِدائِمِ
البد بُدي والعِشارُ تلوج هنا
أرنو لأطيافكم وأرتوي الويلاتِ
وآهاتُ الفؤادِ تَنطِقُ بالنُهى
تُشفق الأيام حالي فَتَأويني
كَلَلتُ أَمطارَ رُوحي المُغبِرة
وأثقلت نزفاء قلبي تَرانيمي
وَمَا كانَ لِلُقِياكُم اليَومَ ظَنٌ
وَسطَ أَرضٍ جَرداءَ أَضَعتُ عَناوِيني
تَفنَى الظُنونُ وأَهوى وَسَطَ الدُجَى جَسَدَاً
خاوياً عابِسَاً منتجياً سَما عِيدي
وَيا عَبَقَ الرَّياحينِ هَلُمِّ إِلى يَدي
وَيا أُمَّ البَساتِينِ أَشفِقي قَلبِي وَخاوِينِي
وَإِنْ مَرَّت عَلى أَرضي نَسائِمُ الهَوَى
فَصُلحَاً ثُمَّ سَلاماً لِنُفوسٍ مَساجِينِ
أَبى فُؤادٌ إِلا أَن يَحفَظَ الوَفى
وأبت دموعٌ إلَّا الحُضورَ فِي جَوفِ اللَّياليءِ
وإن انتَبَذوا الفُؤادَ يَومَاً
فَفِي الحُلُمِ لُقياهُمُ يَأوِينِي
ذِكرى لِمَن أَرضِيَ ارتَحَلُوا
كُتِبَتْ بِـحِبرٍ دامٍ تَغَمَّدَ فِي يَمِينِي
وَسَمائِي تُمطِرُ المُنَى حَزَنَاً
إِلى مَن بِجِوارِهِم إِنتَبَذتُ هُجرانيِ
وإِلَى مَن بِسَمائِهِم أَمطَرتُ رَغَدَاً
بَتَلاتٌ تُصافي الوِّدَ وَتُنجِينِي~
أنت تقرأ
خواطر إنسانة
غير روائيهنا مقبرة لمشاعري المدفونة ، كلمات لأشخاص وأشياء لم و لن يقرئوها .. هنا حيث اللامكان واللازمان يلتقيان لتنسج حروفي كلمات تتراقص على مدى الزمن تحمل معها أحاسيس صعبة التعبير وأقوال صعبة البوح .. بقلمي : ميرا