ألقي عليك ذمام بؤسي مع بعيث من قصيد..
في سلام من سقام إليك من جرمٍ غضيض ،بخطٍ عَندمي الصِبغة ،وقلمٍ من بنانة كفٍ مهشمٍ عتيق أستبقي حبره ؛لأصف لك مآل من منذ حُطم لم يزره صديق ،على ورقٍ رهيف كان يومًا ثوبي الحصيف ،ورغم أنني ذاك المهيض سادر الكَلمِ الأسيف ،فبين جحافل البريد لا زلت ممن يرتجي الفيء الجديد ،لك أخط في عيٍّ وفي بيان ،وإن توقّد الوغى..أو اكتُنِفتَ في صلحٍ مجيد..إليك مالكي البعيد مني التحايا والسلام..
وبعد..ذبلت أوراقي وتبددت ألواني في غيابك كأنك الشمس غبتِ عن بستاني فما لقيت للدنيا لوناً غير الأسود القاتم، أنقل لكِ كلماتي لأطمئنكِ فأنا لازلت هنا حيثُ افترقنا وامتزجت دمائكِ بجثماني، أتطلع للقياكِ يا سيدة الحسانِ..
يقولون أن الدوبامين هو هرمون السعادة والأوكسيتوسين هو هرمون الحب لكني لستُ بحاجة إلى هذه الأوصاف والصفات الحية، فرابطتي بكِ هي أقوى وأعمق من أي صفات، أنتِ هي هرمون الحب والثقة والوفاء، غير أنني اليوم ملقاة بعيداً عند أرجل المارين.. لم يحن لي قلب أحدهم، ولم ترف لجثماني المتبددة جفن صغيرٍ أو كبير، تُرِكتُ هاهنا للفراغ..
أبتغي حنيناً يحتضن أوصالي يعيد لي البهجة كحنينكِ السابق كل صباحٍ ومساء.. لكني من بعدكِ لم أحمل سوى ماتركتِهِ علي خلاياكِ الميتة الملونة بالأحمر الداكن، ويبدو أنها حفرت آثارها بأوصالي لتكون آخِر ذكرى مِنكِ، أبشركِ بتمسكي بخلاياكِ كأهم ما تم أئتماني عليه يوماً حتى يحين موعد لقياكِ.
لازلتُ أعاينُ السماء كل ثانية أملاً في عودتكِ إلي ذات لحظة، ألا تسمعين ندائي؟
بِلا أحضانكِ سأغدو رفاتاً هامدة، وترميني الحياة لأغرق في سباتي، صدى صوتكِ ناطقاً باسمي هو ما يعيد إلي الحياة..ألم يخالجكِ الحنين لزيارتي؟ أم أنكِ الآن تسرحين وتمرحين في أرضكِ الواسعة وقد تم بالفعل استبدالي!.. أحياتكِ هناك أجمل حتى يقبع هذا العالم وهذه الأرضُ في طي نسيانكِ؟.. حتى ترحلين هكذا بِلا سؤالٍ ولا تَفَقُدٍ لِأَحوالي، لكن لا بأس فَإن لَم تَذكُريني سَأَذكُرُكِ بِدَوري لِأَخطَّ إليكِ بحبرِ شريانكِ الدبق سطوراً لعلي أبلُغُ بِها عِنان سماكِ.. أسألكِ عن أحوالكِ وعن أخبارِ الدار التي انتقلتِ لَها، أيطعمونكِ جيداً؟ أيشترون ماطاب لكِ مِن الدُمى والحلويات؟ رغم وحدتي وانكساري فَإني أرجو ذلك في قراري فما معنى الحُب إن لَم نُضَحي؟..
وفي الختامِ رَجائي بِأن تُبَلِّغَ السَماءُ كَلامي، وأرجو من النجوم أن توصِل إليكِ سلامي وودي وَوِئامي وفي آخر الكلام لكِ يامَن رقدتي وتركتني أُصارِعُ آلامَ الفاقدين الخالدين..
أرجو أن تذكريني ولو لِلَحظة وأرجو أن أتلقى رداً قريباً قبلَ أَن أُنسى وأَندَثِرَ كَما بَقيةِ خِلّاني..
أنت تقرأ
خواطر إنسانة
Saggisticaهنا مقبرة لمشاعري المدفونة ، كلمات لأشخاص وأشياء لم و لن يقرئوها .. هنا حيث اللامكان واللازمان يلتقيان لتنسج حروفي كلمات تتراقص على مدى الزمن تحمل معها أحاسيس صعبة التعبير وأقوال صعبة البوح .. بقلمي : ميرا