فِي لَيلَةٍ مُمطِرَةٍ حَيثُ إِلتَقَينَا ༄

2 1 0
                                    


هناك حيث تمطر ، ستجد مظلتينا تتعانقان حيث إعتادا أن يلتقيا ، ويبدو إنهما إشتاقا لذلك اللقاء كثيراً ، لكننا لسنا كذلك فنحن لم نكن موجودان هناك ، ولن نتواجد أبداً لأن لقائنا يتواجد حيث الحقيقة والخيال يلتقيان ، بأرضٍ لا تعرف لها إسماً ولا وجوداً ، هناك إلتقينا بليلةٍ ماطرة كُتِبَ حينها الفراق ولم نلتقِ مجدداً أبداً .

أكاد لا أصدق بأنَّ أموراً كهذهِ تحدثُ في أرضي ، ولكن لا مجال للتراجُعِ بَعدَ الآن ، إِما العذابُ أو النسيان .
أَيامٌ وليالي أَقضيها بمفردي أفكر ما فحوى ذلك الذي مررتُ به
إلى أين سأصل ، متى سينتهي ، هل سأبقى في ذلك الغرق للأبد ..

عند كل ليلة ، في يوم ممطر ، كان ذلك الوعد المشؤوم ، أنتظر لحظة اللقاء بِلَهفَةِ صَغيرٍ لِبائِعِ الحلوى ، وعند ساعة إدراك أعود وأنا أؤمن بِأَنَّ لِقائَنا مستحيل .
عند كل يوم مشرق ، تنطفئ ملامحي ويتجهم وجهي بعد معرفةِ إنَّكَ لن تكون موجوداً هناك ، فِي أَيامِ المَطَرِ فحسب ، تتواجد أنت ويالَ سعدِ تلك اللحظات التي أتمكن فيها من لمح طيف ظِلِّك أو إستنشاقِ عَبيرِكَ الفَوَّاحِ ، لا يسعني سوى الإبتسام فرحاً وأنا أعلم بِأَنَّكَ في كُلِّ لَيلَةٍ مُمطِرَةٍ ستكونُ موجوداً هُناك ، حَتى لو لم تكن موجوداً سوى في خيالي ، فذلك كان سعادتي لسنواتٍ وسنوات ..

وَحينَ يَجيءُ الصَيفُ ، أَتَخالُنِي أَنساك؟
لَا وَربُكَ بَل إنَّني أَبقى أَذكُرُ لَحَظاتي تِلك ، لحظاتي عِندَ هُطولِ المَطَر ، أَستَمِرُّ بتذكر عطرك الفواح وطيفك الذي لمحته حينها ومن وقتها سكن أرضي وماعدتُ قادِرةً على طَردِهِ خارِجَاً ..

خواطر إنسانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن