إضمِحلالُ جُثمانٍ مُرتَابَةٍ ༄

2 1 0
                                    





أَنا لم أعد قادرة على الإستمرار ..
لقد تعبت وَسَإِمت وقد نِلتُ كفايتي من التحمل ..
إلى متى هذه الأوجاع ستدوم ، إلى متى ستستمر ، أنا لم أعد أستطيع التحمل ، لقد تحملت الكثير وقاسيت الكثير ، صبرت وصبرت وقد خارت قواي ..
الوضعُ يصبح أسوء شيئاً فشيئاً ، لاشيء على حاله لاشيء جيد ، كل الأمور تُنبِّئُ بالسوء وبأنني أنحدر تدريجياً ..
كم سنة مرت على هذا الألم وهذا العذاب ؟!
تِسعُ سنوات؟ عَشرُ سنوات ؟! أم منذ ولادتي ..


كم من طريقةٍ جربت ، كم من محاولةٍ بائسةٍ حاولت وقد وضعت عليها كل آمالي وآمال الجميع بالنجاح ..
لكن الآن لم يعد يفلح أياً من هذا .. إنني أتدهور بسرعةٍ كبيرةٍ حيث لم يعد ينفع شيء ..
جسدي ليس جسدي الذي أعرفه ، ماعدت أقوى على المواصلة ، الألم والألم والمزيد من الألم .. هكذا هي أيامي ..
إلى متى سيبقى هذا الوضع في إزدياد !
أريد أن أموت فحسب بطريقةٍ أو بأخرى .. أنا حقاً قد تعبت من كلِّ هذا ، أَلا يوجدُ في الأرضِ شفاءٌ لهذا الألم ؟ لِما الكل ينفع معه إلا أنا !
مهما تكلمت وشكوت فليس هناك من يفهم مقصدي ، حتماً الألم لا يوجع إلا صاحبه ..


غريبٌ أمرُ هذهِ الحياة ، أحمل على يميني أحب الأشياء إلي ، وعلى يساري أحمل كيس الأدوية والإبر والمسكنات ..
سؤلت يوماً عن ماهية أمنيتي الأغلى في الحياة ، وحين أخبرتهم إن الشفاء هو كلُّ ما أرتجي ، ضحكوا علي بِإزدراءٍ غيرَ آبهين لِما أُقاسي في أيامي ، أمور لم أذكرها ولا تُذكَر ، لحظاتٌ أنا الوحيدةُ القادِرةُ على الشعورِ بِها ، حيثُ ينشغل الجميع بأحوالهم ، وأنا أنشغل مع صاحبي الأبدي .. المرض
نتسامر ليلاً حتى الشروق ، وأيُّ تسامُرٍ هذا ، فأنا أشكو همي ليتفهم حالي ويغادرني ، وهو يزداد تعلقاً بي شيئاً فشيئاً ، كأنه يريد أن يأخذ بي نحو الإندِثار .


نظرات أهلي القلقة تحز في خاطري ، مهما رسمتُ من إبتسامات عريضة ومهما قلت إنني بخير ، فذلك لا يفسر شيئاً ، لا يُفسِّر وجهي الشاحب ، لا يفسر إعاقتي في الحركة والمشي ، لا يفسر الآهات المتصاعدة في كلِّ حين ، ذلك يضيف هماً إلى هموميَ المتراكبة ، ألا يجب فقط أن ينتهي كل ذلك الشيء بهدوء .. بِلا ألم ولا معاناة ..
أَلا يَجِب أَنْ يَنتَهي؟

خواطر إنسانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن