خُذيني إليكِ يا أمي ..
ماعدتُ قادِراً على التَحَمُّل ..
أعيديني إلى أحضانِكِ إلى حيث أنتمي فأنا لازلت طفلك الصغير المدلل الذي لا يتحمل قساوة العالم ..
إشتاقت يداي لتلامس تلك اليدين ، إشتاقت عيناي لملاقاة تلك العينين وتلك الروح المعطرة بالشذى والياسمين ، إشتقت لطيفها الذي ينشر الحياة في أي مكان يدبُّ فيه ..متى سأعود لِأحضانكِ يا أمي .. سأنام لِأَبَدِ الدهر عندكِ وقتها ولن أُلقي بالاً لِأَشغالِ الحياة ومعمعة الكون وليَفنى الحاضرُ والمستقبل ..
ليعم السكون الأرض في فحوى داركِ وأرضكِ الواسعة ، أريد أن يكون عزائي هاهنا بجانبكِ ، أريد أن توضع رفاتي هاهنا بين أحضانكِ ، فأنا لازلت طفلكِ المدلل المشتاق لملمس يديكِ الحانيتين .في كل ليلة أنام على صوت تهويداتكِ العطرة حيث يحف السكون الأرجاء ويكتسح الأمان روحي المشتتة .
ومهما يخبرني العالم أني كبرت وماعدت ذلك الصغير ، فأني لازلت أفتقر لعطائكِ وحنانك ، لا أمان إلا بقربكِ ولا راحة إلا بين أحضانك ، فلِما تركتني لهذا العالم القاسي !
يا أمي ، الأوجاع تنهش أوصالي والتعب يجتاح كياني ، وما من مأمن من وحوش الأرضِ وعقبات الطرقات ، ولا منزل دافئ يأويني ، ولا يد حانية تمسح عني الألم ، أركضُ في جحيمٍ لا مفر منه وأُعاني ، فخذيني إلى جانبكِ إلى حيثُ أنتمي .إحمليني بين يديكِ كالطفل الرضيع ولا تسمحي لمخالب الدنيا بإنتهاكِ كياني .
هلمّي إلي وإنتشليني من هذه الأرض الفانية .. خذيني إلى حيث تخلدين إلى أبد الدهر ، إشتقت لكلماتكِ التي تزرع مكان الجروحِ زهوراً وينتفي الألم والخذلان بملمس أثير أناملك .
وبعد كل ذلك العناء ، لا يسعني سوى الجلوسُ هاهنا وإنتظارِ مجيءِ روحكِ التي ستصطحبني إلى جوارك ..
أنت تقرأ
خواطر إنسانة
No Ficciónهنا مقبرة لمشاعري المدفونة ، كلمات لأشخاص وأشياء لم و لن يقرئوها .. هنا حيث اللامكان واللازمان يلتقيان لتنسج حروفي كلمات تتراقص على مدى الزمن تحمل معها أحاسيس صعبة التعبير وأقوال صعبة البوح .. بقلمي : ميرا