لعشقِهما حكايةٌ، وفي قربِهما لذةٌ، ومابينهما تفاصيلٌ كثيرةٌ تعدّت حكايا العجائزِ، وتخطت قصصَ العشاقِ.
حتى وإنْ كانت بالنسبة للجميع عادية.. مكررة.. مجرد حب طفولةٍ نمى وكبر مع الزمن ليتوج في النهاية بتاجِ العشقِ، ورباطٍ مقدسٍ بميثاقٍ غليظٍ أحكم عليهما الوثاق وانتهت الحكاية وأُسدل الستار.
لكن.. وحدهما يدركان ما بينهما من حياةٍ.
فوق كتف الغافي منذ لحظات نغزته بسبابتها وفوق أذنه همست مزمجرةً:
- باسل.. اصحى معايا أنا مش عارفه أنام.
فزع وانتفض من رقدته يقابلها بشبه نعاسٍ:
- تعبانة.. هتولدي!!
نفت بهدوءٍ:
- لا زهقانة.
تنفس الصعداء وهو يعدل من وضعه وعاد شبه مضطجعٍ بينما ذراعه التفت حول كتفيها يقربها لصدره مهمهمًا بتثاؤبٍ:
- ارغي يا ستي سامعك..
ارتاحتْ برأسِها فوق صدرهِ، وكفها يُمسد بطنها المنتفخ هامسةً بترددٍ:
- هو.. هو أنتَ بجد مش زعلان إن الجاية بنت بردو؟
تنهد في قلة حيلةٍ قبل ما يأتي بذات الجوابِ عُقب كلِ سؤالٍ مشابهٍ:
- أقولك إيه طيب علشان تصدقي أني مش زعلان ولا الموضوع في دماغي أصلًا؟!
رفعت له بصرها في صياغةٍ أخرى:
- يعني مش نفسك يكون لك ولد زي إسلام وبدر؟
قابل عينيها وقال مُنهيًا الحديث:
- فرحة لآخر مرة هقولها لك بنت ولا ولد كله نعمة وفضل من عند ربنا في كتيرغيرنا يتمناها.
تبسمت بمشاكسةٍ وهي تقبض فوق وجنته بالسبابة والإبهام:
- حبيبي العاقل يا ناس.
وأردفت سريعاً بقسماتٍ حانقةٍ:
- بس يكون في علمك دي آخر مرة خلاص شطبنا.
ليعترض بمكرٍ:
- شطبنا ده إيه هو إحنا لحقنا!
وفرد كفه يُعدد بثني أصابعه واحدًا تلو الآخر متابعًا دونما ينظر لها:
- غزل وغرام أوت.. كده باقي شوق وحنين وهيام.
توقف فجأة وطالعها بضحكةٍ بشوشٍ بينما كفه ارتفع أمام عينيها:
- كفاية خمسة علشان الحسد!
- لا والله!
قالتها بنصف عينٍ ليرد عليها منتشيًا:
- آه وحياتك.
إبتعدت عن مرمى أحضانه وذراعاها تدفعانه ببطءٍ:
- نام يا باسل يخربيت اللي يصحيك يا شيخ.
منع ابتعادها بذراعه التي طوقت خصرها من الخلف وهو يغمز لها بعبثٍ بينٍ:
- بعد إيه خلاص فوقت..
نهرته بعينيها وهي تُدير له ظهرها متخذةً وضعية النوم وهي تهتف بإقرارٍ أخيرٍ:
- براحتك هنام أنا.
اتكأ على جانبه واقترب من وجهها بينما أصابعه تُزيح حمالة قميصها القطني وقبلته تستريح فوق كتفها في مهادنةٍ عابثةٍ:
- تنامي إيه إحنا هنجيب شوق وقتي.
زمجرتْ بحدةٍ وهي تدفع بكفه بعيداً عنها:
- باااااسل ماتستهبلش هولد أقسم بالله!!
وكان سيمطرها بأسطوانة الحنان، والمراعاة، لولا تلك الشبر ونصف، ذات الثلاث سنواتٍ، بمنامتها الوردية، وإبهامها العالق داخل فمها على الدوام، والتي اقتحمتْ خلوتهما دون سابق إنذارٍ ليصيح باسل مغتاظًا:
- البت دي مؤكد تربية شاهي..
فركتْ الصغيرة عينيها وهي تتوسله بوقفتها أمام الباب بنعاسٍ ليأمرها بصرامةٍ:
- غزل على أوضتك يلا.
حركت رأسها وبرمتْ شفتيها في رفضٍ قاطعٍ:
- بابي أوبح..
تحرك بصره ناحية زوجته التي ربتتْ فوق كتفه تتوسله هي الأخرى بدلالٍ ماكرٍ:
- معلش أوبح يا بابي.
توعدها صامتًا بعينيه قبل ما ينفض عنه الشرشف ويتحرك منصاعًا لأمر الشريرة الصغيرة ذات الرأس الصلد ليرفعها فوق كتفيه هاتفًا من بين ضروسه:
- تعالي ياروح بابي..
لتصدح ضحكات غزل الصغيرة، وهي تجذب خصلات شعره بكامل قوتها الضعيفة، ولسانها الطويل يجاهد للفظ الحروف بشكلٍ سليمٍ في تحدٍ أعلنته لتوها:
- بابي.. هق.. هقطعك
قيد معصميها بكفٍ واحدٍ، ثم ألقى بها فوق الفراش بغتةً لينقض فوقها وأسنانه تعرف طريقها جيدًا حيث "خدودها" الحمراء الشهية عُقب ما قبل التحدي:
- ده أنا اللي هقطعك.
************
#دوامة_عشق
أنت تقرأ
دوامة عشق
Misterio / Suspensoيقع طبيب النساء والتوليد "إسلام الشافعي" في قصة حب من طرف واحد حيث يخبأ له القدر الكثير من المفاجآت الغير سارة.. على صعيد آخر يحلق كابتن الطيران "باسل الشافعي" على متن رحلة من الأسرار يخفيها خلف قناع المسؤولية والسخرية أحيانًا.. فيما تتقدم الآنسة "ت...