الفصل التاسع: صفقة غير متوقعه

12 2 0
                                    

بينما كان لين ينظر إلى الشخص الغامض الذي يقف أمامه، شعر بشيء غير مألوف. كانت ملامح هذا الشخص دقيقة ورقيقة، كأنها ملامح أنثوية متنكرة في جسد شاب. شعر بفضول كبير وقلق متزايد. لم يرَ شابًا يحمل ملامح مشابهة، حيث كانت عيونه ذات اللون الفاتح تلمع بذكاء، وابتسامته تحمل شيئًا من الحزن.

"بشرط سأساعدك إذا أنقذت شخصًا لي," قال الشخص بصوت هادئ ولكنه محمل بالتوتر، مما جعل لين يتوقف وينظر إليه بجدية. كان هناك شيء في نبرة صوته يوحي بأنه كان يحمل عبءًا كبيرًا.

"من هو هذا الشخص؟" سأل لين، محاولًا أن يفهم المزيد.

"هو شخص مهم بالنسبة لي. ليس مجرد صديق، بل..." ترددت الكلمات على لسانه، كما لو كان يحاول التغلب على مشاعره. "هو الأمل الذي أتمسك به في هذا العالم."

لين كان يراقب الشخص بانتباه، مستشعرًا الحزن الذي يحيط بكلماته. "أين هو؟ وما الذي حدث له؟"

تقلصت ملامح الشخص، وأخذ نفسًا عميقًا. "تم احتجازه في مكان آخر، وهو في خطر. عليك أن تذهب وتنجزه بسرعة. في حال لم تتمكن من إنقاذه، فإنني لن أستطيع مساعدتك."

لين شعر بعبء الصفقة، لكنه لم يكن ليخسر فرصة للهروب من هذا المكان. "أعدك بأنني سأبذل قصارى جهدي. لكن عليك أن تخبرني المزيد عنه."

أومأ الشخص برأسه، وأخذ خطوة نحو لين. "اسمي الحقيقي هو ليا، لكنني أستخدم اسمًا آخر هنا. لقد تنكرت لأسباب خاصة. أما بالنسبة للشخص الذي سأحتاج منك إنقاذه، فهو ريان، شقيقي. احتُجز في مكان سري حيث يُجرى عليه تجارب غريبة."

"ريان؟" تردد اسمًا في ذهن لين، وكأن هناك شيئًا مألوفًا فيه. "ماذا تعني بتجارب غريبة؟"

"هذه المختبرات تجرى عليها أبحاث سرية وقاسية. لقد أخذوا ريان كجزء من مشروعهم الغامض، ويجب أن أحرره قبل أن يفقد كل شيء." عكست عيني ليا مشاعر القلق والحنان، مما جعل لين يشعر بالارتباط بها بشكل غريب.

"ماذا تحتاج مني بالضبط؟" سأل لين، محاولًا فهم جميع التفاصيل.

"سأساعدك في معرفة مداخل المختبر، لكن عليك أن تخاطر بحياتك لإنقاذه. لا أستطيع الدخول بسبب وجود حراس. تحتاج إلى قواك وذكائك." قالت ليا، عازمة على إنهاء محنتها.

"أعدك أنني سأفعل ما بوسعي." قال لين، عازمًا على إنقاذ شقيق ليا.

مع كل كلمة قالها، بدأ لين يشعر بالقوة تتزايد في داخله. كانت هذه الصفقة ليست مجرد إنقاذ شخص، بل كانت بداية جديدة له. ومع استعداده لمواجهة المصاعب، شعر بأن هذا هو الطريق الذي يريده.

بينما بدأت ليا توضح له خطة الإنقاذ، كانت هناك مشاعر مختلطة تتجلى في عينيها. بدا أن لديها الكثير لتخفيه، لكن لين كان مصممًا على استكشاف كل شيء.

"هل أنت مستعد للذهاب؟" سألت ليا، بلهجة تحمل الحماسة والخوف.

"نعم، دعينا نبدأ." أجاب لين، وهو يشعر بأن هذه المهمة ستكون بداية رحلة لم يكن يتوقعها، مليئة بالمخاطر والتحديات، لكنها أيضًا تحمل في طياتها الأمل الذي كان يحتاجه.

"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن