كانت السماء ملبدة بالغيوم، تمزقها أصوات الانفجارات وصيحات الهلع. المدن التي مر بها شو تحولت إلى أطلال، المباني انهارت، والأرض تفجرت بقوة لا تُوقف. لم ينجُ أحد من غضبه. جسده، الذي كان محاطًا بهالة سوداء قاتمة، يبعث الدمار في كل مكان، يحطم كل من يقف في طريقه، بشرًا كانوا أم حجرًا.
قوات الجيش التي أرسلت لوقفه كانت تراقب بحذر، تحاول وضع الخطط، لكنهم كانوا يعرفون أن لا شيء يمكنه إيقافه. "كيف يمكننا أن نوقف هذا الكابوس؟" صرخ أحد الجنود، بينما كانت القوات تحاول التصدي له بإطلاق النار والصواريخ. لكن كل الأسلحة كانت بلا جدوى. شو، بقوته الشيطانية، كان يحطم المدرعات ويُسقط الطائرات كما لو كانت ألعابًا.
اليومان الدمويان:
مرت يومان من القتال المستمر. شو لم يكن يتوقف، لم يكن يأكل، لم يكن ينام. كان مجرد قوة تدميرية تتحرك بلا توقف، محطمة المدن واحدة تلو الأخرى. الجنود الذين واجهوه كانوا يسقطون الواحد تلو الآخر، رغم محاولاتهم المستميتة. كان الموت يحيط بكل مكان مر به.
ولكن بعد يومين من الدمار المتواصل، بدأت علامات التعب تظهر على جسده. لم يكن ذلك بسبب الإرهاق الجسدي فحسب، بل كان هناك شيء آخر يتغير. في أعماق عقله، بدأ وعي شو يعود ببطء، كما لو أن روحه تقاوم السيطرة الشيطانية التي أخذت جسده.
الصراع الداخلي:
وسط المعركة، وفي لحظة توقف قصيرة، بدأ شو يشعر بالثقل في صدره. عيناه السوداوان بدأت تتراجعان إلى اللون الأحمر المعتاد. "ما الذي... فعلته؟" همس لنفسه، وهو ينظر حوله إلى الخراب الذي أحدثه. كان المشهد كارثيًا. الدمار الذي خلّفه لا يوصف، والصرخات التي سمعها لا تزال تتردد في أذنيه.
في داخله، كان هناك صوت آخر يتحدث إليه. "لقد حققت ما أردته، شو. لقد انتقمت من كل من سلب حريتك... لقد دمرت كل شيء. أليس هذا ما كنت تريده؟"
"لا..." همس شو بصوت مرتعش، وهو يحاول استجماع قوته. "لم أرد هذا... لم أرد قتل الأبرياء."
"أوه، ولكنك فعلت. وهذا هو الثمن. أنت طلبت القوة، وأنا أعطيتك إياها. والآن، حان وقت تسليم جسدك لي."
كان شو يقاوم، لكنه كان يشعر بالقوة الشيطانية التي تسيطر عليه مجددًا، تحاول إحكام قبضتها عليه. "لا! لن أسمح لك بذلك!" صرخ شو في يأس.
"أنت ضعيف، شو. ستفشل كما فشلت دائمًا. فقط استسلم، ودعني أكمل ما بدأت."
في لحظة من الشجاعة واليأس، سحب شو سكينًا كان يحمله. نظر إلى صدره، ورأى مكانًا قريبًا من قلبه، حيث كان يعرف أن أي إصابة هناك ستكون قاتلة. "إن كنت سأفقد السيطرة... فلن أتركك تحصل على ما تريد."
بيد مرتجفة، غرز شو السكين بجانب قلبه. الألم كان مروعًا، لكنه كان يعلم أن هذا هو السبيل الوحيد لتحرير نفسه من السيطرة. القوة الشيطانية بدأت تتلاشى ببطء، وكأنها تُجبر على ترك جسده، لكنها لم تكن مستعدة للتخلي عنه بسهولة.
تدخل الجيش:
كان الجنود الذين يحاصرون شو يراقبون المشهد بدهشة. كان الوحش الذي دمر كل شيء أمامهم يسقط ببطء، جسده المثخن بالجروح بدأ ينزف بغزارة. "الآن!" صرخ القائد الأعلى للقوات. "قيدوه!"
اندفعت القوات، واستخدمت سلاسل ضخمة لربط جسد شو بالكامل. أُحكمت السلاسل حول رقبته ويديه وقدميه، بينما كان جسده الممزق يسقط ببطء على الأرض. كانت هناك لحظة من الصمت، وكأن الجميع يلتقط أنفاسه بعد المعركة الطاحنة.
شو، الذي كان يقف كقوة لا تُقهر، كان الآن جثة شبه ميتة، مغشيًا عليه، والدماء تغطي وجهه وجسده.
الانتقال إلى مقر القيادة العليا:
بعد أن فقد شو وعيه، تم نقله بسرعة إلى مقر القيادة العليا، حيث تم تقييده بأقوى السلاسل وأحدث المعدات، لضمان عدم هروبه مجددًا. كانت الأجواء داخل المقر مشحونة بالتوتر والخوف. الجميع كان يعلم من هو شو، الجميع كان يخاف من احتمال أن يستيقظ مجددًا.
داخل غرفة الطوارئ، كان الأطباء يعملون بسرعة لمعالجة جروحه، لكنهم كانوا حذرين، فهم يعرفون أن كل لحظة تمر قد تكون بداية لكارثة جديدة. أحد الأطباء نظر إلى قائد القوات وقال بقلق: "هل تعتقد أنه يمكن أن يستعيد وعيه؟"
"لا نعلم،" أجاب القائد بصوت مهيب. "ولكن يجب أن نكون مستعدين لكل شيء."
الوصول إلى السجن الخاص:
بعد علاجه جزئيًا، تم نقل شو إلى سجن خاص، مكان لا يدخله إلا أخطر المجرمين وأولئك الذين يشكلون تهديدًا للعالم. كان السجن مشيدًا في عمق الأرض، محاطًا بتقنيات متطورة وأمن مشدد. كانت جدرانه سميكة، لا يمكن اختراقها، وكان كل شيء فيه مصممًا لاحتواء قوى غير بشرية.
داخل زنزانته، كان شو مقيّدًا بالكامل، السلاسل تحيط بجسده من كل زاوية. كانت هناك أجهزة مراقبة دقيقة تتابع كل تحركاته. الجدران كانت مغطاة بطبقات من الطاقة المغناطيسية، بحيث لا يمكنه استخدام أي من قواه في حال استعاد وعيه.
كانت الزنزانة مظلمة وباردة، ووسط هذه العتمة، كان شو مرميًا على الأرض، فاقدًا الوعي، ولكن روحه لا تزال تعاني. في تلك اللحظة، لم يكن الوحش الذي دمر المدن، بل كان مجرد إنسان مكسور، ضائع في عتمة قراراته.
أنت تقرأ
"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"
Fantasíaفي أعماق مختبر سري تحت الأرض، تختبئ أسرار مظلمة وقوى خارقة تتحدى الفهم. يتلاعب أفراد غامضون بمصائر محتجزة بسلاسل، بينما تُنسج خيوط المؤامرات في الظلال. بين المختبرات المظلمة والممرات المتشابكة، شخصيات مجهولة تتصارع للسيطرة على قوى تفوق الخيال. في هذ...