الفصل السادس عشر: انفجار الغضب

16 4 0
                                    

كانت الغرفة تضيق على شو كقبر مظلم، رغم أن عينيه الحمراوين كانتا تشعان بنار مكبوتة. شعور الألم واليأس الذي عاشه لسنوات، التجارب القاسية، وكل تلك اللحظات التي حُطمت فيها روحه تحولت إلى شيء مختلف. لم يعد شو ذلك الأسير الهادئ، ذلك الشخص الذي استسلم لكل شيء. اليوم كان مختلفًا.

أغمض عينيه للحظة، وعاد كل شيء دفعة واحدة؛ الطفل الذي أعطاه الحلوى بابتسامة دافئة، الأمل الصغير الذي شعر به لأول مرة، ثم الرجل الذي ضحك عليه وسخر من كل شيء. كلماتهم تحطمت في داخله، مثل شظايا زجاج تمزق روحه.

"لن أحبك أحد... أنت مسخ... مجرد دمية بلا حياة..."

كان الشعور بالدفء الذي منحه إياه لين الصغير مجرد سراب وسط الجحيم، ولكنه كان الشيء الوحيد الذي أبقاه حيًا، أو بالأحرى... كان الشيء الوحيد الذي جعله يتمسك برغبته في الانتقام.

وفجأة، انفجر كل شيء.

كانت الطاقة تتدفق بداخله مثل عاصفة لا يمكن السيطرة عليها. السلاسل التي كانت تقيده بدأت ترتجف، ثم تشتعل بنار قواه المتحررة. الأرض تحت قدميه اهتزت، والجدران بدأت تتشقق من الضغط الهائل الذي يملأ المكان.

"سأدمرهم... سأدمر هذا المكان... كل من تسبب لي بهذا العذاب... لن يبقى أحد!"

صدى صوته كان مدويًا، مشبعًا بالغضب الذي ظل مكبوتًا لعقود. نظراته الحمراء التمعت بغضب متوحش، وكان كل ما أمامه يتحطم. انفجرت السلاسل حول معصميه، وتناثرت في الهواء وكأنها كانت مصنوعة من ورق، لتتناثر أصداءها عبر أرجاء المختبر.

المختبر، الذي كان يومًا حصنًا للسيطرة عليه، أصبح الآن مكانًا لسقوطه.

أخذ شو خطوة واحدة إلى الأمام، فقط خطوة واحدة، ولكنها كانت كافية لخلق موجة طاقة مدمرة. الغرفة انفجرت من الداخل، النوافذ تحطمت، الأجهزة تناثرت، والجدران تهاوت كما لو كانت تتآكل من الداخل.

المقنع الذي كان يقف بالقرب من الباب، فوجئ بقوة شو المتحررة. حاول الهروب، لكن شو لم يمنحه الفرصة. بكلمة واحدة، "كفى"، أطلق شو موجة من اللهب حوله، وأمسكت به النيران لتسحقه مثل ورقة جافة.

صوت صراخ المقنع كان صدى ضعيفًا أمام غضب شو. لم يكن شو ينوي التوقف.

بينما كان المختبر ينهار حوله، كان عقله ممتلئًا بشيء واحد فقط: الانتقام. كل من في هذا المكان، كل من ساهم في تحويله إلى هذا المسخ، سيدفع الثمن. لم يعد يهمه شيء سوى تدمير كل شيء.

ولكن في وسط كل هذا الغضب، رأى وجهاً. وجه الطفل الصغير، لين. ذكرى تلك الابتسامة الصافية، وقطعة الحلوى التي قدمها له.

لم يكن شو قادرًا على نسيانها.

"لن أتركك تموت هنا،" تمتم بين أنفاسه وهو يستدير نحو الباب المفتوح. كان عليه أن يجد لين. هو الوحيد الذي منحه لحظة من الدفء في حياته المظلمة. حتى لو كانت مجرد شفقة، حتى لو كانت مجرد لحظة عابرة، فإن شو لن يتركه يموت هنا.

أخذ شو نفسًا عميقًا، واستجمع كل ما تبقى لديه من قوة. انفجرت موجة أخرى من الطاقة، أقوى هذه المرة. الجدران انهارت بشكل كامل، والأسقف بدأت تتهاوى. كان المختبر ينهار حوله، ولكن شو لم يتوقف. كان يتحرك بسرعة البرق، يفتح أبواب الزنازين، يدمر كل شيء في طريقه، ويترك خلفه دمارًا شاملًا.

لكنه لم يكن يبحث عن الحرية لنفسه، بل كان يبحث عن ذلك الصبي الصغير الذي أنقذه عندما كان طفلاً.

الآن، كان دوره في إنقاذه.

---

في نهاية أحد الممرات المدمرة، وجد شو لين، فاقد الوعي، ملقى على الأرض وسط الركام. تقدم نحوه ببطء، وعيناه لا تزالان ملتهبتين. ركع بجانبه، ولمس كتفه برفق.

"لقد انتهى الأمر،" تمتم شو بصوت خافت، وكأنه يحاول إقناع نفسه بقدر ما يحاول إقناع لين.

لكن الألم لم ينتهِ، الغضب لم يهدأ. كان شو يعلم أن هذا ليس سوى البداية.

"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن