في الصباح الباكر، استيقظ شو على إحساس غريب بجانبه. كان الطفل يتلوى في نومه، عيونه مغلقة بإحكام، ودموع تنساب على خديه الصغيرتين. شو لم يكن معتادًا على هذا النوع من المشاهد. جلس ببطء، وقد بدت عليه آثار الألم من الجروح التي لم تلتئم بعد، وبدأ يراقب الطفل بحذر.
"ما الذي يحلم به؟" تساءل شو في داخله، قبل أن يمد يده بحذر ليمسح دموعه. همس شو بصوت هادئ: "لا تخف... أنا هنا."
لكن الطفل فجأة استيقظ بفزع، عيناه مفتوحتان على وسعهما، وبحث بعيونه عن الأمان. وعندما رأى شو بجانبه، ركض نحوه واحتضنه بقوة، جسده الصغير يرتجف بالبكاء.
"ماذا حدث؟" سأل شو بصوت مليء بالقلق. "ما بك؟"
الطفل، بصوت مخنوق من الدموع، همس: "حلمت... حلمت أنك تركتني... وأنك لم تعد أبداً."
كانت الكلمات مثل سكين تغرز في قلب شو. لم يتوقع أن يسمع مثل هذا الشيء من الطفل. لم يكن يعلم أن الصغير يخاف من هذا الأمر بعمق. شعر بألم حاد داخله، لكن هذه المرة لم يكن الألم من الجروح الجسدية، بل من مشاعر لم يكن يعرف أنه يمتلكها.
احتضن شو الطفل أكثر، وضغط عليه برفق ليطمئنه. "لن أتركك أبداً. أعدك... مهما حدث، سأكون هنا دائماً."
لكن الطفل، رغم الكلمات المطمئنة، كان لا يزال مترددًا. رفع رأسه الصغير ونظر إلى شو بعينيه الممتلئتين بالدموع. "لكن... ماذا لو... هل يمكنني أن أناديك... بأبي؟"
تجمد شو للحظة. كلمة "أبي" لم تكن شيئًا توقع سماعه. كان هذا الطلب غير متوقع، لكنه شعَر بشيء داخلي يدفعه للموافقة. نظرات الطفل البريئة، الشوق في عينيه، كل ذلك جعل شو يدرك أن هذا الصغير يبحث عن عائلة، عن أمان.
ابتسم شو، رغم كل الألم الذي كان يشعر به، وأومأ برأسه. "نعم... يمكنك مناداتي بأبي."
الطفل، وكأنه حصل على أعظم هدية في العالم، احتضن شو بقوة، ضاحكاً وسعيدًا. شعرت ضلوع شو بالألم، لكن مشاعر الدفء التي تغمره كانت أقوى. "إذن... على أبي أن يعطيني اسمًا!" قال الطفل بسعادة، وعيونه تلتمع بالشوق.
فكر شو للحظة. اختيار اسم لم يكن شيئًا يراه مهمًا من قبل، لكنه الآن أصبح يعني الكثير. "ما رأيك في... هارو؟"
ابتسم الطفل فور سماعه الاسم. "هارو... أحب هذا الاسم! شكراً، أبي!" احتضنه مرة أخرى بقوة، وشو شعر بشيء غريب يتدفق داخله، شيء لم يشعر به منذ سنوات طويلة. كان هذا الطفل يملأ فراغًا في حياته لم يكن يعلم بوجوده.
---
بعد لحظات من الدفء والحنان، قرر شو أن يبدأ اليوم بشكل مختلف. "ماذا عن الفطور؟" سأل وهو يبتسم بهدوء.
هارو قفز من السرير بحماس، "نعم! دعني أساعدك، أبي!"
كان ذلك الصباح مختلفًا عن أي صباح آخر. شو، الذي لم يكن يعرف الكثير عن العناية بالأطفال أو الطهي، وجد نفسه في المطبخ مع هارو بجانبه. الطفل كان يركض حوله، يحضر البيض والخبز، ويضحك عندما يحاول شو كسر بيضة وتنزلق من بين يديه. "أبي، أنت لا تجيد الطهي!" ضحك هارو، مشيراً إلى الفوضى.
ابتسم شو بخفة، "ربما... لكنني سأتعلم."
كانت تلك اللحظات مليئة بالدفء والضحك. ورغم كل الصعوبات التي مر بها شو، ورغم المهمة القاسية التي انتهى منها بالكاد، كانت هذه اللحظات تجعل كل شيء يبدو أسهل. هارو، بصوته البريء وضحكاته، كان يجعل العالم أكثر إشراقًا.
بعد إعداد الفطور، جلسا معًا على الطاولة. شو نظر إلى الطفل الذي كان يأكل بشهية، ويستمر في مناداته "أبي" بين الحين والآخر. شعرت عيناه بشيء من الدفء، بشيء يشبه العائلة.
في ذلك اليوم، أدرك شو أنه لم يعد وحيدًا. الآن لديه شيء يقاتل من أجله، شيء يحميه بكل ما يملك.

أنت تقرأ
"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"
Fantasyفي أعماق مختبر سري تحت الأرض، تختبئ أسرار مظلمة وقوى خارقة تتحدى الفهم. يتلاعب أفراد غامضون بمصائر محتجزة بسلاسل، بينما تُنسج خيوط المؤامرات في الظلال. بين المختبرات المظلمة والممرات المتشابكة، شخصيات مجهولة تتصارع للسيطرة على قوى تفوق الخيال. في هذ...