"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"

الفصل الثامن عشر: صراع مع الوحوش

كان الجو خانقًا من كثافة الدخان المتصاعد من الأنقاض، وكل شيء حول شو كان صامتًا بشكل مخيف بعد الدمار الذي خلفه. لكنه كان يعلم أن هذا الهدوء مؤقت، وأن الخطر الحقيقي لم يأتِ بعد.

بينما كان شو واقفًا وسط الركام، التفت نحو السماء حيث سمع صوتًا يشبه الطنين العميق، صوت اقتراب شيء كبير. ومع اقتراب الظلال من الأفق، عرف شو أن الفرقة الخاصة قد وصلت.

هؤلاء لم يكونوا مجرد جنود عاديين، بل كانوا النخبة، المجموعة التي تم تدريبها خصيصًا للتعامل معه إذا فقد السيطرة. كانوا يعرفون نقاط ضعفه وكانوا مستعدين لإيقافه بأي وسيلة.

هبطوا أمامه، خمسة مقاتلين خارقين، كل واحد منهم يمتلك قوة فريدة. وجوههم كانت خالية من أي مشاعر، وكانوا هنا لتنفيذ المهمة فقط.

1. رافين، سيد الظلال:
أول من تقدم كان رافين، رجل طويل يرتدي ملابس سوداء وشعره رمادي قصير. كان يتحرك بخفة وكأن الظلام يتبعه أينما ذهب. كانت قوته تكمن في التحكم بالظلال، وكان يعرف كيف يستغلها ليضعف شو.
بدأت الظلال تمتد حول شو، محاولة التقاطه وشل حركته. استطاع رافين أن يحجب الرؤية عن شو، مما جعل الأمور أكثر صعوبة عليه. حاول شو أن يطلق انفجارًا ناريًا ليمزق تلك الظلال، لكن رافين كان سريعًا بما يكفي لتفادي الضربة.

2. إيريس، سيدة التحكم العقلي:
إيريس كانت التالية، امرأة ذات شعر أبيض طويل وعينين زرقاوين باردة. كانت تتحكم في العقول، وقوتها تكمن في اختراق دفاعات الخصم النفسية وتحطيم إرادته.
بمجرد أن ركزت على شو، بدأ يشعر بضغط غير مرئي يتزايد داخل عقله. صور مشوهة من ماضيه بدأت تظهر في ذهنه، محاولات إيريس لاختراق عقله كانت مؤلمة. لكنه قاوم بكل ما يملك، يعلم أن الاستسلام لها يعني نهايته.

3. جاكس، العملاق المدرع:
جاكس كان الرجل الثالث، عملاق يرتدي درعًا ثقيلاً يغطي جسده بالكامل. كان يمتلك قوة لا تضاهى، ودرعه يجعله شبه غير قابل للهزيمة.
اندفع جاكس نحو شو بسرعة لا تتناسب مع حجمه، واصطدم به بعنف، مما دفع شو للتراجع بضعة أمتار. حاول شو أن يطلق ضربة نارية قوية نحو جاكس، لكن الدرع امتص الضربة وكأنها لم تكن شيئًا.

4. فيونا، سيدة الجليد:
فيونا، امرأة قصيرة ذات شعر فضي، كانت الرابعة. كانت تتحكم في الجليد، وكلما تحركت، بدأت الأرض تحت أقدام شو تتجمد.
كلما حاول شو الهروب أو التحرك، كانت فيونا تقوم بتجميد المنطقة المحيطة به، مما جعله يتعثر أكثر وأكثر. الجليد بدأ يلتف حول قدميه، وكان من الصعب عليه تحريك جسده بحرية.

5. نيكولاس، سيد البرق:
نيكولاس كان الخامس، شاب نحيف ذو عيون حادة ولون بشرة يميل إلى الأزرق. كان يتحكم في البرق، وقد رفع يده نحو السماء وأطلق صاعقة قوية نحو شو.
البرق اصطدم بشو مباشرة، مما جعله يشعر بالألم ينساب عبر جسده. كانت الصاعقة قوية، لكن شو استجمع قوته وواصل القتال.

---

شو كان يقاتل بضراوة، لكن هؤلاء الخمسة كانوا قد تم تدريبهم على التعامل مع قوته بشكل منظم. كان رافين يغطيه بالظلال، وإيريس تهاجم عقله باستمرار، وجاكس يصدمه بعنف، بينما فيونا تجمد حركته ونيكولاس يطلق صواعقه.

كانت كل حركة يقوم بها شو تُقابل برد فعل منسق. لم يكن يملك الفرصة للهجوم المباشر، وكان يتم الضغط عليه من كل اتجاه. ظلال رافين أعمت رؤيته، الجليد شل حركته، والبرق جعل جسده يرتعش من الألم.

لكن رغم ذلك، لم يكن شو مستعدًا للاستسلام. رأى في عقله صورًا من ماضيه: المختبر، العذاب، ولين وهو ملقى على الأرض. تلك الذكريات جعلته يغضب أكثر فأكثر. صرخ شو، وجسده بدأ يتوهج بالنار بشكل أكبر.

الغضب والرفض للاستسلام أشعلاه بقوة جديدة. الطاقة النارية بدأت تخرج عن السيطرة، وحولته إلى قوة مدمرة. انفجرت النيران حوله، مما جعل رافين يضطر للتراجع، وتشققت الأرض تحت قدمي جاكس، الذي لم يستطع السيطرة على توازنه.

في لحظة جنون، أطلق شو انفجارًا هائلًا من النار، حارقًا كل شيء حوله. صرخة إيريس ترددت في الهواء وهي تحاول يائسة التحكم في عقله، لكن النيران كانت أقوى منها.

ومع ذلك، الفرقة كانت مستعدة لهذه اللحظة. عندما وصل شو إلى ذروته، كان لديهم خطة لإيقافه. نيكولاس، الذي كان ينتظر اللحظة المناسبة، أطلق صاعقة هائلة نحو صدر شو.

الضربة كانت مدمرة. شو سقط على ركبتيه، جسده مرهق وطاقته تتلاشى ببطء. هذه المرة، شعر بشيء مختلف. الألم كان حقيقيًا. صاعقة نيكولاس كانت مركزة على نقطة ضعفه.

عقله بدأ يختفي ببطء، الصور أمامه تتلاشى. لكنه قبل أن يفقد الوعي تمامًا، همس بصوت مليء بالغضب: "لن أسمح لكم... لن تأخذوا حريتي."

ثم، أغمض شو عينيه، وسقط جسده بلا حراك وسط الدمار.