الفصل الثاني عشر: الامتصاص المظلم

10 3 0
                                    

بينما كان لين مستلقيًا على الأرض بعد الضربة القوية، بدأت رؤيته تتلاشى ويتلاعب بها الضباب. سمع صوتًا مألوفًا يقترب منه، صوت يحمل نبرة متعجرفة وباردة.

"عظيم! لم تخيب أملي،" قال الصوت، وكأنما ينشر الشر حوله.

فتح لين عينيه بصعوبة، ورأى الشخص المقنع الذي كان يتقدم نحوه بخطوات ثابتة. كان يرتدي عباءة سوداء تخفي معظم ملامحه، لكن عينيه اللامعتين كانت تتألق بخبث.

"ما الذي تريده مني؟" همس لين، محاولًا النهوض، لكن جسده كان مثقلاً وكأنه عالق في مكانه.

"أريدك أن تمتص طاقة ذلك الفتى،" قال المقنع، مشيرًا إلى ذو الشعر الأبيض الذي كان مقيدًا على السرير. "إنه يحمل قوة هائلة، وعندما يتمكن شخص مثلك من استغلالها، ستكون لا تُقهر."

"ماذا؟" صرخ لين، متفاجئًا. "لماذا أساعدك؟"

"لأنك لن تملك خيارًا آخر،" أجاب المقنع بنبرة مليئة بالتحدي. "إذا لم تقم بذلك، فسأفعل ما هو أسوأ من الموت. سأجعل حياتك جحيماً."

احترق قلب لين بضغط هائل من الكلمات. كانت أفكاره تتصارع في رأسه. "إذا لم أستطع فعل ذلك، فسأفقد كل شيء."

"دعنا نرى،" قال المقنع، وهو يبتسم ابتسامة خبيثة. "انظر إلى من حولك. أنت وحيد، والجنود خارج هذا المكان لن يترددوا في قتلك."

كان المقنع محقًا، فالمخاطر كانت تتزايد بشكل سريع. حاول لين التفكير في ليا وذو الشعر الأبيض. كان عليه أن يحميهم بأي ثمن.

"إذاً، هل ستقوم بذلك؟" سأل المقنع، وهو يقترب أكثر، يمد يده نحو لين.

شعر لين بقوة غريبة تتجمع حوله، وكأنها تجذبه نحو السرير. كلما اقترب، كان يشعر بطاقة ذو الشعر الأبيض تتدفق إليه.

"لا... لا أستطيع فعل ذلك!" صرخ، لكن صوته تلاشى في الهواء.

تسللت طاقة غريبة إليه، بينما كانت قوة ذو الشعر الأبيض تتدفق إلى جسده. بدأ يشعر بقوة هائلة تتجمع بداخله، لكن سرعان ما شعَر بشيء آخر، شعور بالفقدان والفوضى.

"أحسنت!" صرخ المقنع، وهو يشاهد لين يتلقى الطاقة. "الآن، أنت تتحكم في مصيرك."

بينما كان لين يشعر بالطاقة تتجمع في داخله، كان يدرك شيئًا واحدًا. كلما زادت قوته، زادت مسؤولياته. لم يكن يريد أن يصبح أداة في يد هذا المقنع.

"لا أستطيع أن أكون أداة في يدك!" قال لين، محاولًا مقاومة الضغط الذي يمارسه المقنع.

لكن المقنع ضحك بخبث، وقال: "الخيارات ليست لديك. أنت الآن جزء من لعبتي."

شعر لين برغبة قوية في مقاومة السيطرة، بينما كان يدرك أن هذا هو الاختبار الحقيقي لقوته وشجاعته. كانت المعركة ليست فقط مع المقنع، بل كانت مع نفسه أيضًا.

وبدأ يقاوم السحب القوي للطاقة، متشبثًا بأفكاره وذكرياته، وعليه أن يحرر نفسه قبل أن ينغمس في الظلام.

"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن