الفصل الثاني والعشرون: دماء علي الجدران

11 4 1
                                    

---

تجمعت الغيوم الثقيلة فوق المختبر الرئيسي، والإنذارات تدوي في كل مكان، مع وصول شو إلى المركز الرئيسي للمختبر. كانت أضواء الإنذار الحمراء ترن في الممرات المظلمة، لتُظهر بوضوح مدى الفوضى التي أحدثها اقتراب الخطر.

في الداخل، كان الخارقون يتحركون بسرعة، بينما قادة المختبر، المسؤولون عن كل هذا الخراب، وقفوا في غرفة القيادة يراقبون على الشاشات ما يحدث. أحدهم، ذو شعر أبيض ووجه بارد، قال بازدراء: "لقد فقدنا السيطرة عليه أخيرًا... كما توقعت."

"يجب القضاء عليه قبل أن يدمر كل شيء!" صرخ آخر، ذو جسد عضلي وندبة عميقة على وجهه، وملامح وجهه تنطق بالشر.

"سنواجهه بأنفسنا. هذا ما تم تدريبنا عليه منذ البداية، السيطرة على التجارب الهاربة"، قالت قائدة أخرى بنبرة هادئة ولكن قاسية، وهي تربط شعرها للخلف استعدادًا للمعركة.

في الممرات:

كان شو يمشي ببطء في الممرات الضيقة للمركز، يترك خلفه جثث من حاولوا التصدي له. عيناه السوداوان، تلك التي أصبحت بلا بريق، كانتا تشعان بجنون مميت. كل خطوة خطاها كانت تعني النهاية لمن يعترض طريقه. قوته الآن غير محكومة، أقرب إلى آلة تدمير عملاقة من أن يكون إنسانًا.

ولكن، هذه المرة، لم يكن يواجه مجندين أو حراسًا عاديين. قادة المختبر خرجوا لمواجهته بأنفسهم.

المواجهة:

تقدموا نحوه، ثلاثة منهم يقفون بثبات وقوة، كل واحد منهم يحمل قوة خاصة به. كانوا يعرفون نقاط ضعفه، وكانوا مستعدين تمامًا للسيطرة عليه، أو قتله إذا لزم الأمر.

"أنت كنت مجرد تجربة فاشلة منذ البداية،" قال قائدهم الرئيسي بصوت بارد بينما كان يقف أمام شو. "أنت لست أكثر من سلاح فاشل تم تدميره بسبب طموحاتك."

شو لم يرد، كان وجهه خاليًا من التعبير، ولكن عيناه السوداوان المليئتان بالغضب كانتا تتحدثان بدلاً عنه.

انطلقت القائدة الثانية نحو شو بسرعة مذهلة، كانت تمتلك قوة السرعة، وحاولت تسديد ضربة قاتلة إلى صدره، ولكن شو تفاداها بسرعة مرعبة. قبل أن تستوعب ما حدث، شعرها المربوط بعناية كان قد سقط على الأرض وهي تتدحرج بعيدًا بعد ضربة قوية منه.

"لن أترك أحدًا حيًا..." همس شو بصوت قاتم بينما يتقدم نحوهم بلا تردد.

القائد الثالث، ذو القوة الجسدية الهائلة، اندفع نحو شو، قبضاته تتوهج بطاقة متفجرة. ضرب شو بقوة، دفعه للخلف بضربة كافية لتدمير الجدران المحيطة بهم، ولكن شو عاد واقفًا بسرعة غير متوقعة.

"أنت مجرد وحش. لا يمكنك أن تكون إنسانًا،" قال القائد الثالث وهو يسدد له ضربة أخرى، لكن شو امتص الضربة كأنها لا شيء، ثم قبض على يده وسحبها بعنف، محطمًا ذراعه بالكامل. صرخ القائد من الألم، لكنه لم يكن أمام شو سوى جثة أخرى سقطت بلا مقاومة.

"ظننت أنك ستكون أقوى من هذا،" قال القائد الأول، وهو يحاول استفزاز شو. "أنت لم تكن يومًا إلا دمية بين أيدينا. نحن من صنعناك، ونحن من سنقضي عليك!"

كانوا يهاجمونه بالكلمات، محاولين كسر إرادته، ولكن كل كلمة كانت تزيد من غضب شو. كلما سمع تلك الأصوات الساخرة، شعر بأن الكراهية تتضاعف داخله.

"لقد فشلت حتى في الحفاظ على إنسانيتك. ماذا كنت تظن؟ أنك ستعيش حياة طبيعية؟" قالت القائدة بنبرة استهزاء وهي تقترب منه مجددًا، ولكن شو كان قد تحرك بسرعة لا تُصدق، قبض على عنقها قبل أن تستطيع توجيه ضربة أخرى، وقضى عليها بلا تردد.

"ستموتون جميعًا... لن يوقفني شيء." كانت كلمات شو مليئة بالكراهية والغضب المطلق.

انطلقت موجة من الطاقة السوداء من جسده، دمرت كل من اقترب. كان المشهد مرعبًا، جثث القادة والقوات الخاصة متناثرة حوله، دماء تغطي الجدران والأرض، ووسط هذا كله، وقف شو بلا أي شعور، كآلة جحيم مستعدة لتدمير العالم.

ولكن في لحظة...

بينما كان شو يهم بالقضاء على آخر من تبقى من قادة المختبر، توقف فجأة. عينيه السوداوان توقفتا للحظة عن اللمعان الشيطاني. كان هناك شيء آخر في أعماقه، صرخة خافتة من بقايا إنسانيته. تلك اللحظة القصيرة كانت كافية لتغيير كل شيء.

ولكن، لم يكن الوقت كافيًا ليتحرر بالكامل. فقط للحظة، استعاد شو وعيه، ليصدم بمنظر الدمار الذي أحدثه. "ماذا... فعلت؟" همس شو، عينيه اللامعتان تتحولان للحظة إلى اللون الأحمر المعتاد. لكن القوة الشيطانية التي استحوذت عليه كانت أقوى، وبدأت تتلاعب بعقله مجددًا.

وبينما كان الصراع الداخلي يدمره، انسحب شو بسرعة، تاركًا المركز الرئيسي خلفه، غارقًا في الفوضى والدمار.

المشهد ينتقل إلى لين:

في مكان آخر، كان فريق الإنقاذ قد وجد لين أخيرًا. كان جسده ممزقًا، مغطى بالدماء، وملقى على الأرض بين الحطام. لقد ظنوا أنهم فقدوه، لكن بفضل العناية الإلهية، كان لا يزال هناك نبض ضعيف في صدره.

"لقد وجدناه!" صرخ أحد أفراد الفريق، وهم يهرعون به إلى سيارة الإسعاف، "أسرعوا، يجب أن نصل إلى المستشفى فورًا! حالته حرجة!"

وضعوا لين على النقالة، وأخذوه بسرعة إلى المستشفى، في محاولة يائسة لإنقاذ حياته. كانت السماء تمطر، وكأنها تشاطرهم الحزن على المشهد المأساوي.

---

"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن