كان صباحًا هادئًا في المبنى حيث يعيش شو مع الطفل. الشمس تتسلل من خلال الستائر، تملأ الغرفة بأشعة خفيفة وهادئة. الطفل كان يلعب بلعبة خشبية على الأرض، بينما كان شو يراقبه بصمت. كانت هذه اللحظات اليومية بالنسبة لشو جديدة وغير مألوفة، ولكنها بدأت تغمره بشعور غريب من السلام.
"شو، هل يمكننا الذهاب إلى الحديقة اليوم؟" سأل الطفل بحماس، رافعًا عينيه نحو شو بابتسامة بريئة.
تردد شو للحظة، ثم قال بنبرة منخفضة: "ربما في وقت لاحق. علينا الانتظار."
لم يكن شو يعرف كيف يكون والدًا أو حتى أخًا، ولكنه كان يحاول أن يكون موجودًا. الطفل، بطريقته الخاصة، جعل شو يشعر بأنه ليس وحده بعد الآن، حتى لو لم يعبر عن ذلك بالكلمات.
لكن، ما لم يكن الطفل يعرفه هو أن شو لم يكن حرًا. المبنى الذي يعيشان فيه قد يبدو مكانًا هادئًا، ولكنه كان سجنًا مقنّعًا، حيث كل خطوة تحت الرقابة.
في تلك اللحظة، قُرع الباب، ودخل الجندي المسلح الذي يأتي دائمًا ليجلب لهم الحاجيات. كان وجهه جامدًا كما هو دائمًا، ونظر نحو شو بجدية.
"شو، هناك أمر باستدعائك إلى المقر الرئيسي. عليك أن تأتي الآن."
نهض شو ببطء، بينما نظر الطفل نحوه بقلق. "هل ستعود قريبًا؟" سأل الطفل بصوت منخفض، وملامح الحزن بدأت تظهر على وجهه.
انحنى شو قليلًا ليكون بمستوى الطفل، ووضع يده على رأسه، قال بهدوء: "سأعود قريبًا، لا تقلق."
في المقر الرئيسي:
وصل شو إلى المقر، وقادوه إلى غرفة مليئة بالتكنولوجيا المتقدمة. كان الجنرال إيرون ينتظره هناك مع فريق من العلماء. الغرفة كانت باردة، والإضاءة الخافتة جعلت الأجواء مشحونة بالتوتر.
"شو، نحتاج إلى إجراء بعض الفحوصات اليوم. نريد التأكد من أن الشريحة المزروعة فيك تعمل بكفاءة، وأنك تحت سيطرتنا الكاملة"، قال الجنرال بجدية، بينما كان العلماء يستعدون للأجهزة.
جلس شو على الكرسي المعدني المخصص للفحص، وأمسك العلماء رأسه بلطف ليبدأوا فحص الشريحة. أضواء الأجهزة بدأت تومض، وظهرت على الشاشات بيانات معقدة.
أثناء ذلك، بدأ شو يشعر بشيء غريب. ربما كان الأمر أكثر من مجرد فحص عادي، ربما كانوا يحاولون إيجاد طريقة جديدة للتحكم به بشكل كامل. تلك الأفكار بدأت تدور في رأسه، لكنه لم يظهر أي ردة فعل. كان يعلم أن المقاومة لن تكون في صالحه الآن.
"الشريحة تعمل، ولكن... نحتاج إلى تعديل بعض الإعدادات لضمان استجابة فورية لجميع الأوامر"، قال أحد العلماء بصوت ممل بينما كان يراقب البيانات.
"هل تظنون أنه يمكننا تحسين السيطرة؟" سأل الجنرال.
"بالتأكيد، ولكننا نحتاج إلى مزيد من الوقت للتجارب."
جلس شو بصمت، يشعر بالبرد الذي يحيط به من كل جانب. لم يعد بإمكانه التفكير بحرية، كل ما كان يملأ ذهنه هو الطفل الذي تركه في الشقة. هل سيكون بخير حتى يعود؟ هل سيتمكن من الاستمرار في العيش هكذا، تحت رحمة هذه التكنولوجيا التي تتحكم به؟
العودة إلى المنزل:
بعد ساعات من الفحوصات، عاد شو أخيرًا إلى الشقة. عندما فتح الباب، وجد الطفل ينتظره على الأريكة، وعيناه تلمعان بالقلق. ركض الطفل نحوه مباشرة، معانقًا ساقيه بقوة.
"لقد عدت!" قال الطفل بفرح مختلط بالراحة.
"نعم... عدت." قال شو بصوت هادئ، ولم يعرف ماذا يشعر في تلك اللحظة. كان هناك شيء غريب ينمو بداخله، شيء يشبه الرغبة في حماية هذا الطفل بأي ثمن.
جلس شو بجانب الطفل، بينما بدأ الطفل يثرثر عن يومه، وكيف كان ينتظر عودته. رغم براءة الحديث، كانت هناك لحظات قصيرة حيث كان الطفل يتوقف وينظر إلى شو بتلك النظرات البريئة التي تحمل الكثير من التعلق.
شيء ما في قلب شو كان يتغير ببطء، وكأنه يبدأ في اكتشاف مشاعر لم يعرفها من قبل. لم يكن يعرف كيف يكون شخصًا لطيفًا أو مهتمًا، لكن هذا الطفل جعله يشعر وكأنه يمكن أن يتغير، ولو قليلاً.
في تلك الليلة، جلس شو على الأريكة بينما الطفل كان نائمًا بجانبه. أخذ نفسًا عميقًا، ثم نظر إلى الطفل الذي أصبح الآن جزءًا من حياته. لم يعد يشعر بأنه ذلك الوحش الذي يستخدمه الجيش كسلاح، بل شخص قد يكون له مستقبل مختلف، حتى لو كان بسيطًا.
---
أنت تقرأ
"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"
Fantasiaفي أعماق مختبر سري تحت الأرض، تختبئ أسرار مظلمة وقوى خارقة تتحدى الفهم. يتلاعب أفراد غامضون بمصائر محتجزة بسلاسل، بينما تُنسج خيوط المؤامرات في الظلال. بين المختبرات المظلمة والممرات المتشابكة، شخصيات مجهولة تتصارع للسيطرة على قوى تفوق الخيال. في هذ...