"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"

الفصل السابع وعشرون: تغير بسيط

شو كان ممددا علي الارض الباردة جسده كان يئن تحت وطأت القيود المعدنية
التي تحيط بكل جزء منه ضوء مصابيح الفرفه الخافته يعكس ظلاله المكسورة علي الجدران تلك الظلال التي بدت وكانه شبح يطارد بقايا انسان تمزقت روحه

جلس الجنرال"ايرون"خلف الزجاج العازل عيناه تتابعان كل حركه ضعيفه يقوم بها شو. بجانبه مجموعه من العلماء والتقنيين وكلهم يتعاملون مع شو وكانه ليس اكثر من مجرد  مشروع فاشل يتعين عليهم اصلاحه او السيطره عليه. تم تفعيل الخوذة
المتصلة بجهاز العقلي مره اخري وضخت اشارات كهربائية في عقله  لاعادته الي حالة الطاعه الكاملة

الجنرال ايرون (بصوت حاد): "حان وقت المهمة نحن لن نسمح بالسيطرة عليه مجددا يجب ان نعيده الي حالته المفيدة"

لكن في داخل عقل شو كانت الامور مختلفه تماما كان يشعر بالألم يلتهمه من الداخل كما لو ان كل ذكري سعيدة وكل جزء من شخصيته يتم محوها تدريجيا
كان يعاني من صمت جسده يقاتل ضد القوه الجباره التي تحاول السيطره عليه
بينما قلبه يصرخ بحثا عن الخلاص

بينما يجلس هناك محاصرا في هذا الجحيم المظلم مجددا تذكر وجهه في المرآة
قبل كل هذا تذكر انه لم يكن حرا ابدا. ولم يكن قادرا عل اتخاذ قراراته بنفسه
الان لم يكن سوي دميه مر اخري اداة في ايدي اشخاص لم يعرفوه او يهتمون لامره

بعد ان تم السيطره عليه
تم نقله الي مهمته الاولي تم وضع شو في طائرة عسكريه ثم تم نقله الي هدفه الجديد طوال الرحله كان يحدق في الارض من النافذه الصغيره مدركا ان مهمته القادمه هي قتل المزيد من الابرياء كل ما فعله منذ ان فقد السيطره علي نفسه هو القتل والخراب والتدمير

وصل الي موقع المهمه وهي قاعدة ارهابية سريه بدات الدماء تسيل مع كل خطوه يخطوها كل من اقترب منه سقط ميتا لم يكن شو يقاتل بل كانت قواه تقاتل نيابة عنه. تقضي علي كل من يعترض طريقه ولكن في داخله كان شو يري كل شى بوضوح وكان جسده لم يعد له مجددا

شو (بصوت داخلي متحشرج): "انا لا..... اريد هذا لا اريد ان اكون وحشا مجددا"

ومع استمرار المعركه ري وجد شو نفسه امام مشهد قلب كيانه بين الانقاض المتناثرة
ظهر طفل صغير بالكاد يستطيع الوقوف كان مغبرا ملطخا بالدماء والتربة
كان واقفا هناك يحدق بعيون واسعتين في شو نظرات الطفل لم تكن مليئة بالخوف مثل باقي الضحايا بل كانت نظرات مخطلته بالحيره وكانه يسأل نفسه"لماذا يفعل هذا"

توقف شو في مكانه تلك اللحظه وكانه تم تعليق الزمن. كان الطفل شعاع الذي اضاء ظلام عقله كان يحدق في الطفل والذكريات تتدفق الي ذهنه تذكر نفسه عندما كان صغيرا بريئا  غير ملوث بالعنف

شعر بشى غريب بداخله كان هذا الطفل يمثل كل ما فقده انسانيته برائته  قدرته علي الاختيار لفتره حاول الجيش تجريده من كل هذا مثل ما فعل في المختبر به
لكنه في تلك اللحظه ادرك انه لم يفقدها تماما لا يزال هناك جزء صغير منه يقاوم يرفض الاستسلام

شو (بصوت ضعيف ومكسور) "لا انا لست.... وحشا"
لكن كلمات الجنرال اخترقة عقله عبر الاتصال جافه وبارده
الجنرال ايرون (من بعيد) "شو اكمل المهمه لا تتوقف "

كانت تلك الكلمات مثل السكاكين تمزق قلبه لم يعد لديه القدرة ليقاوم او يصرخ
كان مقيدا ليس فقط جسديا بل نفسيا ايضا كانت ارادته مقيده بقبضة الجيش الحديديه ولم يعد بوسعه الهروب

شو (بصوت داخلي) "هل هذا هو قدري ان اكون اداة قتل"

بينما كان الجنود مستمرين بالقتال حوله. بينما قواه المدمرة في حصد الارواح بقي
الطفل واقفا ناظرا نحو شو ومع كل لحظه تمر شعر شو بان هذا الطفل هو الوحيد الذي جعله يشعر ببعض الامل

لكن الجنرال لم يسمح له بالتوقف. وبدا الجهاز في ضخ الاوامر في عقله لسيطره عليه "اكمل المهمة" كانت تتردد في اذنيه ومع كل خطوه اضافيه كانت تلك الشرارة الصغيره من الانسانيه تختفي ببطئ
لكن في داخله كانت الالم اكبر من اي شئ خارجي عرف شو ان قيده لن ينكسر بسهوله لكن تلك اللحظه تلك النظره البريئة من الطفل قد اعادة القليل  من الامل