ظنَّت الفرقة الخاصة أنهم قد هزموا شو. كانت النار التي غطت جسده بدأت تتلاشى، وصار جسده مرهقًا وممددًا على الأرض بلا حركة. تبادل أفراد الفرقة نظرات سريعة، كان التعب واضحًا عليهم، لكن شعور النصر كان حاضرًا في عيونهم.
تقدم جاكس بخطوات ثقيلة نحو شو، وكان الدرع الذي يرتديه يصدر أصواتًا مكتومة مع كل خطوة. رفع سلاسله الحديدية الضخمة، مستعدًا لتقييد شو وإعادته إلى المختبر. لم يكن لديهم شك في أن هذا هو الحل الأخير: القبض على عينة الاختبار الثمينة التي خرجت عن السيطرة وإعادتها إلى حيث يجب أن تكون.
لكن، داخل عقل شو، كان الأمر مختلفًا تمامًا.
---
وجد شو نفسه فجأة في مكان مظلم. الظلام كان كثيفًا، لم يكن يرى شيئًا سوى الفراغ حوله. المكان بدا وكأنه لا نهائي، لا صوت ولا حركة، فقط الفراغ المطلق. قلبه كان ينبض بعنف، لم يكن يعلم أين هو أو كيف وصل إلى هنا. شعر بالبرد يلتف حوله وكأن الحياة تتلاشى ببطء.
وفجأة، سمع صوتًا من العدم، عميقًا وهادئًا، لكنه محمل بتهديد خفي.
"يبدو أنك هُزمت... ستفقد حريتك مرة أخرى."
هذا الصوت اخترق أعماقه مثل سكين حاد. تردد صداه في عقله، وأعاد إليه كل ذكريات الفشل والخسارة.
رفع شو رأسه ببطء، والدموع بدأت تتساقط من عينيه بصمت. كان صوته مكسورًا، مملوءًا باليأس، وهو يهمس: "لا... لا أريد أن أفقد حريتي مجددًا. لقد عشت كل هذا العذاب فقط لأحصل على لحظة سلام واحدة... فقط لأكون وحيدًا. لماذا؟ لماذا لا يمكنني أن أعيش حياة عادية؟"
صرخ، وكان صراخه مكتومًا في هذا الظلام: "كل ما أردته... هو أن أعيش مع عائلة، مع أشخاص يحبونني. أن أكون شخصًا عاديًا، شخصًا لا يملك هذه القوة اللعينة."
بدأت مأساته في المختبر تعود إليه كأنها أشباح تحوم حوله. تذكر اللحظات التي كان فيها مجرد عينة اختبار، جسده ممزق، روحه مكسورة، والدته التي تخلى عنها في صغره، ووالده الذي لم يمنحه أي دفء. تذكر تلك الليالي الطويلة التي قضاها في زنزانته الباردة، يتمنى لو لم يولد أبدًا. تلك القوة التي ظن أنها ستكون خلاصه، تحولت إلى لعنة أبدية.
"لماذا تخلى عني والداي؟ لماذا لم أكن كافيًا لأحد؟" همس بصوت مليء بالدموع. "ربما كان الأفضل أن أبتعد عنهم. ربما كان يجب أن أكون بعيدًا عن الجميع... ربما لو كنت قد اختفيت، لما حدث كل هذا."
كانت دموعه تتساقط بغزارة الآن، لكنها لم تكن تريح قلبه. كانت تزيد من ألم روحه المتعبة. في تلك اللحظة، شعر شو وكأنه طفل صغير مجددًا، متروكًا في عالم مليء بالوحوش.
بينما كان يصرخ بيأسه، ارتفع ذلك الصوت مرة أخرى، لكن هذه المرة كان يحمل في طياته إغراءً غامضًا، إغراءً لم يكن شو مستعدًا لمقاومته.
"إذن... لماذا لا تقضي عليهم؟" تردد الصوت في الظلام. "كل أولئك الذين لم يروا معاناتك، أولئك الذين أوصلوك إلى هذه الدرجة؟ لماذا لا تجعلهم يدفعون الثمن؟"
توقف شو عن البكاء لوهلة، ورفع رأسه. لم يفهم في البداية ماذا يقصد الصوت، لكن شيئا في داخله بدأ يتحرك. كان الغضب الذي دفنه طويلًا بداخله، الغضب الذي كان يخبئه خلف قناع القوة الباردة.
"سأمنحك القوة... القوة لتنتقم. القوة لتدمر كل من ظلمك... كل من سخر منك، كل من جعلك تشعر بأنك لا تستحق. ستحصل على كل ما تريده، لكن هناك شرطًا."
شو لم يكن بحاجة للاستماع إلى الشرط. كان يعرف ما الذي يريده. القوة. الانتقام. الدم. تدمير كل أولئك الذين جعلوا حياته جحيمًا.
رفع شو رأسه، وعيناه كانتا مشتعلة بالحقد. دموعه كانت لا تزال تتدفق على خدوده، لكنها لم تعد دموع الضعف، بل دموع الغضب.
"سأفعل أي شيء..." همس بصوت مشحون بالحقد. "أي شيء... فقط لأدمرهم."
ابتسم الصوت، وهو يرى تحول شو. "جيد... إذن، دعنا نبدأ."
وفي تلك اللحظة، أحاط الظلام بشو بالكامل، وبدأت القوة تتدفق داخله، قوة لم يشعر بها من قبل، لكنها كانت مليئة بالكراهية والرغبة في التدمير.
---
في العالم الحقيقي، اقترب جاكس من جسد شو الملقى على الأرض. ظن أن المهمة انتهت، وأنهم تمكنوا أخيرًا من إيقاف هذه القوة المدمرة. لكنه لم يكن يعلم أن ما كان يحدث في عقل شو كان أشد فتكًا مما تصوروا.
وفجأة، اهتزت الأرض تحتهم بقوة لا تصدق. جسد شو بدأ يتوهج مجددًا، ولكن هذه المرة، لم تكن مجرد نار. كان هناك ظلام يلفه، ظلام أعمق وأكثر شراسة.
أنت تقرأ
"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"
Viễn tưởngفي أعماق مختبر سري تحت الأرض، تختبئ أسرار مظلمة وقوى خارقة تتحدى الفهم. يتلاعب أفراد غامضون بمصائر محتجزة بسلاسل، بينما تُنسج خيوط المؤامرات في الظلال. بين المختبرات المظلمة والممرات المتشابكة، شخصيات مجهولة تتصارع للسيطرة على قوى تفوق الخيال. في هذ...