أخذ شو نفسًا عميقًا وهو يبعد لين بعيدًا عن المختبر الذي يقع تحت الأرض، أحمله بين ذراعيه وكأنهما يحميان آخر بصيص أمل في حياته. كان جسم لين خفيفًا، لكنه حمل معه ذكريات ثقيلة. صوت صراخ الرجال المتحطمين خلفهم بدأ يتلاشى مع كل خطوة يبتعد بها شو عن بوابة الجحيم التي كان فيها.
عينا شو الحمراوين لم تفارقا الأفق، كانا مشحونتين بالغضب والحقد. لم يكن الموت بطيئًا كافيًا لمن تسبب في ألمه، ولكنه لم يكن ينوي إضاعة الوقت في الانتقام الفردي. لا، المختبر بأكمله يجب أن يُدفن. كل شيء يجب أن يختفي تحت أنقاض هذا الجحيم الذي قضى فيه حياته.
توقف شو بعد أن وصل إلى مسافة آمنة، وضع لين برفق على الأرض وألقى عليه نظرة أخيرة، تأكد من أن هالته لا تزال مستقرة. رفع يده نحو السماء، ورأى طاقته تتصاعد حوله مثل لهب متوهج. كانت الأرض ترتجف تحت قدميه، وكأنها تهمس برغبتها في أن تتحرر هي الأخرى من قيد هذا المكان.
"لن أترك أي شخص ينجو،" تمتم شو، وابتسم بابتسامة لا تحمل أي أثر من الإنسانية التي كانت تحركه قبل دقائق.
حرك يده بشكل دائري حوله، وبدأت الأرض تفتح فوهات تشبه الجحيم من تحت المختبر. صدى انهيار الجدران وصرير الحديد وهو ينحني تحت الضغط كان يصم الآذان. سمع شو صرخات الأشخاص في الداخل، الرجال الذين أجروا عليه التجارب، أولئك الذين شاهدوه يتعذب بلا حراك. كانوا يصرخون طلبًا للنجدة، يتساقطون مع الأنقاض التي تنهار فوق رؤوسهم.
الصراخ تصاعد، وكلما زاد الألم، زادت ابتسامة شو.
أرض المختبر بدأت تغوص أكثر في عمق الأرض، وكل آلة وكل جدار كان يتفكك ويتحطم. النيران التي أطلقها شو انتشرت، كأنها تأكل كل ما يقف في طريقها. كان يحرك يده كأنه قائد جوقة يدير حفلة نهاية العالم، ولحظة بعد لحظة، كان الجحيم يبتلع كل شيء.
لكن فجأة، وسط دمار المختبر وصراخ المأسورين، ارتفع صوت آخر. صوت إنذار يعلو في الأرجاء، صوت لم يكن مألوفًا لشو، لكنه عرف معناه. إنه إنذار المركز الرئيسي.
توقف للحظة وأدار رأسه نحو الأفق. خلف الجبال وبعيدًا عن الأنظار، كان المركز الرئيسي، المنظمة التي كانت تختبئ في الظلال، التي تمتلك هذا المختبر وغيره. موت مالك المختبر لن يعني شيئًا بالنسبة لهم، فهم لا يعتمدون على رجل واحد.
قبل أن يدرك شو ذلك، بدأ الهواء حوله يهتز. نيران هالته توقفت عن الحركة للحظة. استدار ببطء، وعيناه تلتقطان مشهدًا جديدًا. من أطراف الأفق، كانت مجموعة من الأشخاص تتحرك بسرعة هائلة نحو مكانه. ارتفع عددهم حتى أصبحوا كالظل الثقيل الذي يغطي الأرض.
إنها القوة الخاصة بالمنظمة. كانوا مجموعة من الأشخاص ذوي قوى خارقة مثل شو، مدربين خصيصًا للسيطرة على العينات الحيوية الثمينة. وكل ما في الأمر أنهم اليوم جاءوا من أجله.
أطلق شو زفرة خافتة، نظراته لم تتغير. رفع يده مرة أخرى، هذه المرة بتصميم أكبر. لا يهم من يأتي، لا يهم من يرسلونه، لن يتوقف.
بدأت الأرض تهتز مجددًا، ولكنه الآن لم يكن يدمر فقط المختبر. كان يجهز لشيء أكبر.
تجمع الطاقة حول شو في دائرة واسعة، وكأنه يقيم جدارًا غير مرئي. دائرة الحماية التي شكلها حول لين كانت قوية كفاية لحمايته من أي قوة تأتي من الخارج. الآن، يمكنه التركيز على المعركة.
السماء أصبحت مشتعلة بنيران الحقد. أولئك الأشخاص ذوي القوى الخارقة حاولوا الاقتراب، لكن بمجرد أن وصلوا إلى دائرة الحماية، وجدوا أنفسهم يتراجعون. شو كان ينتظرهم، وكأن الغضب الذي عاشه طوال تلك السنوات كان يتجسد في جسده بالكامل.
أول مقاتل اندفع نحوه بسرعته الفائقة، ولكن شو أطلق عليه شعلة نارية واحدة، تحول الرجل إلى رماد في لحظة. لم يكن هناك أي مجال للتفاوض. كل من يقترب سيموت.
الثاني حاول مهاجمته بقوة الرياح، ولكن شو استخدم قواه الخاصة للتحكم بالهواء حوله، فأصبح الرجل نفسه عالقًا في إعصار ناري لا يمكنه الهروب منه.
تتابع الهجوم من جميع الجهات، رجال ونساء كانوا يتقدمون واحدًا تلو الآخر، كل منهم يحمل قوى خاصة لا يمكن تصورها. لكن شو لم يكن يتراجع. كان يطلق طاقته دون توقف، النار تلتهم كل شيء في طريقها.
أحدهم أطلق عليه شعاعًا من الطاقة، لكنه ارتد عن الحاجز الذي شكله حول لين. ابتسم شو ابتسامة شريرة. لن يدع أحدًا يمس هذا الطفل، الشخص الوحيد الذي منحه لمسة من الدفء في حياته الباردة.
الهجمات تصاعدت، وتتابعت. المقاتلون لم يتوقفوا.
ولكن مع كل ضربة، كان شو يزداد قوة. انفجار الطاقة حوله أصبح غير طبيعي، وكان تأثيره يمتد لأميال. كلما تقدموا نحوه، كان يجعلهم يدفعون الثمن غاليًا. الجدران المحيطة انهارت تمامًا، والأرض نفسها بدأت تتشقق من تحت أقدامهم.
وفي وسط كل ذلك، كان شو كالعاصفة التي لا يمكن السيطرة عليها. النيران، الرياح، والدمار كان كله تحت سيطرته المطلقة.
في النهاية، تراجع أولئك الذين بقوا على قيد الحياة. كانوا يعلمون أنه لا يمكنهم إيقافه. رسالة التحذير أُرسلت إلى المركز الرئيسي، لكنهم كانوا يعلمون أن ذلك سيأخذ وقتًا.
شو، وهو واقف وسط الدمار، رفع يديه نحو السماء، وأطلق ضربة أخيرة.
انفجرت الأرض بالكامل تحت المختبر، وانهار كل شيء في لحظة واحدة. الصراخ توقف، والدخان تلاشى مع الرياح. كان شو قد دفن كل شيء تحت قدميه.
مع انتهاء المعركة، توجه شو نحو لين. عينه الحمراء لاتزال مشتعلة بالغضب، لكنه الآن يشعر بالهدوء لأول مرة منذ زمن.
"لن أترك أحدًا يؤذيك بعد الآن." قال بصوت منخفض، وكأن كلماته كانت وعدًا قطع على نفسه.
المختبر، الأعداء، المنظمة... كل شيء دُمّر، ولكن شو يعلم أن الحرب لم تنته بعد.

أنت تقرأ
"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"
Fantasiaفي أعماق مختبر سري تحت الأرض، تختبئ أسرار مظلمة وقوى خارقة تتحدى الفهم. يتلاعب أفراد غامضون بمصائر محتجزة بسلاسل، بينما تُنسج خيوط المؤامرات في الظلال. بين المختبرات المظلمة والممرات المتشابكة، شخصيات مجهولة تتصارع للسيطرة على قوى تفوق الخيال. في هذ...