الفصل الخامس وعشرون: الخراب والندم

13 4 2
                                    

أمام أعين العالم، كان شو يُعتبر الوحش الذي دمر المدن وأهلك الأرواح. الأخبار كانت تعلن بصوت متواصل عن إلقاء القبض عليه، وسط صور الدمار والخراب. الشاشات تعرض مشاهد المباني المتهاوية، الجثث المدفونة تحت الأنقاض، والطرق الفارغة التي لم تعد تعرف إلا الصمت. كانت المدن التي مزقها شو محاصرة بالجثث المبعثرة والدماء التي تلطخت بها الشوارع.

ولكن خلف هذه القوة الهائلة، كان هناك روح مُحطّمة.

في الزنزانة، كان شو مستلقيًا على الأرض، جسده مثقل بالسلاسل الثقيلة التي غلفت عنقه ويديه. الجدران حوله كانت شاحبة وباردة، وكأنها تعكس البرودة التي تسكن قلبه. كان الجنود في الخارج، يراقبونه من بعيد، وكلهم ينتظرون أي حركة خاطئة لتدميره، لكن شو لم يتحرك. داخله كان في صراع مستمر، بين الشيطان الذي تحكم به، وبين بقايا الإنسان الذي يحاول النجاة.

في عقله، كانت تتردد الأصوات. "لقد حققت هدفك. قتلت الجميع، دمرت المدن، كسرت العالم من أجل الانتقام. ألا تشعر بالرضا الآن؟"

لكن شو لم يشعر بشيء سوى الخواء. لم يكن ما أراده. كان يسعى للانتقام من الذين استعبدوه، لا لتدمير كل شيء في طريقه.

"أريد... أن أوقف هذا"، همس شو، كلماته بالكاد تخرج من بين شفتيه الجافتين.

"لا يمكنك التراجع الآن. لقد أصبحت وحشًا، ولا يوجد مكان للإنسان في داخلك بعد الآن".

وفي تلك اللحظة، شعر شو وكأنه يغرق في هاوية من الظلام، حيث لا يوجد ضوء، ولا طريق للعودة

---

في مكان آخر، كانت قوات الجيش لا تزال تحاصر المناطق التي دمرها شو. المباني المحطمة، والشوارع التي لم تعد تعرف الحياة، كانت تملأ المشهد. الجنود كانوا يتحدثون بصوت منخفض، يحاولون ألا يُظهروا خوفهم من القوة التي واجهوها.

"هل حقًا هذا كان مجرد إنسان؟" سأل أحد الجنود.

"لا أعلم. لكن مهما كان، لم يعد إنسانًا بعد الآن".

في المقر الرئيسي للجيش، كانت القيادة تستعد للتحقيق مع شو. قادة المقر كانوا يراقبون الشاشات التي تعرض صور الدمار، والعيون موجهة نحو السجين الذي أصبح أكبر تهديد واجهوه على الإطلاق. لكنهم كانوا يعلمون، أنه حتى وهو مقيد بالسلاسل، لا يزال شو يمثل خطرًا لا يمكن تجاهله.

---

الفصل ينتهي بمشهد شو، ممددًا في زنزانته، بينما العالم من حوله لا يزال يحاول التعامل مع الخراب الذي خلفه وراءه.

"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن