الفصل الثامن وعشرون: تشقق

8 3 0
                                    

بعد انتهاء المهمة، كان شو يسير ببطء عبر الأنقاض. كانت قواه قد أخمدت، لكن داخله كان مضطربًا. في عقله، ظل وجه ذلك الطفل الصغير يلاحقه، الطفل الذي لم يهرب، الذي لم يرتعد أمامه. مشاعر متضاربة مزقت قلبه، وهو يتذكر البراءة التي كان يراها في عينيه.

بينما كان يتجول بين الأنقاض، توقف أخيرًا أمام الطفل. جلس القرفصاء بجانبه، وأخذ ينظر إلى تلك العيون الواسعة التي تراقبه بصمت. مرت لحظات طويلة من الصمت بينهما، ثم سأل شو بصوت منخفض مبحوح، مليء بالحيرة:

شو (بصوت هادئ): "لماذا تنظر إلي هكذا؟ ألا تخاف مني؟"

نظر الطفل إليه بصمت للحظات قبل أن يهز رأسه بخفة. رد الطفل بصوت بريء، مملوء بالبراءة التي افتقدها شو منذ زمن:

الطفل: "أنت تشبهني... لا أحد يخاف من نفسه."

تجمد شو في مكانه. كانت تلك الكلمات كافية لتمزيق جزء من روحه المتصلبة. كان الطفل يراه على حقيقته، مجرد إنسان ضائع مثله. صدى الكلمات في داخله كان مؤلمًا، فهو لم يشعر بالإنسانية منذ زمن طويل، وكانت تلك اللحظة وكأنها تذكره بما فقده.

شو (بصوت خافت ومكسور): "أنا... لست مثلك. أنا... وحش."

لكن الطفل هز رأسه مجددًا، وهو ينظر إلى الأرض:

الطفل: "والديّ تركوني هنا. قالوا إنهم سيعودون، لكنهم لم يعودوا. ألا يتركون الوحوش وحدها أيضًا؟"

صُعق شو من كلمات الطفل. شعر بشيء غريب يتسلل إلى داخله، شيئًا لم يشعر به منذ فترة طويلة. لم يكن الطفل فقط يرى نفسه في شو، بل كان يصف ما مر به شو نفسه. تُرك وحيدًا، تمامًا مثل هذا الطفل، تم التخلي عنه وإجباره على العيش في ظلام المختبر، مقيدًا، منزوع الإرادة.

لحظات مرت، ثم وقف شو ببطء، مد يده الصغيرة نحو الطفل، وهو يشعر بعبء كبير في صدره. كان يعلم أن هذا الطفل قد مر بنفس الألم، نفس الفقد. أراد... لا، احتاج أن يفعل شيئًا مختلفًا. لقد عاش حياته كلها في العزلة، لكن ربما، ربما يمكنه أن ينقذ هذا الطفل من نفس المصير.

شو (بصوت دافئ لأول مرة منذ سنوات): "ما اسمك؟"

رفع الطفل رأسه ببطء ونظر إليه بعينين كبيرتين قبل أن يهمس:

الطفل: "إيليوت."

ابتسم شو، تلك الابتسامة التي لم تظهر على وجهه منذ وقت طويل. ثم قرر في تلك اللحظة أن يفعل شيئًا لم يكن يتوقعه حتى هو.

شو (بحزم): "سأعتني بك، إيليوت."

تحركت الأمور بسرعة بعد ذلك. عاد شو إلى القاعدة، وهو يعلم ما عليه فعله. وقف أمام الجنرال إيروين، نظره ثابت وقلبه ممتلئ بالقرار.

شو (بصوت هادئ لكنه حازم): "أريد أن آخذ الطفل معي."

إيروين لم يستطع أن يصدق ما سمعه. عينيه اتسعتا بدهشة واضحة. هل يمكن أن يكون شو، الوحش الذي دمّر مدنًا بأكملها ببرودة قلب، يسأل عن طفل؟

إيروين (بتعجب وتهكم): "أنت؟ تعتني بطفل؟ لا أظن أن هذا ممكن. طفل بريء في رعاية قاتل مثل... مثلك؟"

لكن شو لم يتراجع، نظره كان ثابتًا. لأول مرة منذ فترة طويلة، شعر بشيء يتجاوز سيطرته، يتجاوز العنف. لم يكن يريد أن يكون مجرد أداة دمار بعد الآن.

شو (بصوت ثابت): "لقد تركوا الطفل وحيدًا، كما تركوني. لا أريد له أن يكبر مثلي. أريد... أن أرى حياته وهو يكبر بشكل مختلف."

إيروين نظر إليه للحظة، ثم تراجع إلى مكتبه، يتأمل الموقف. كان يعلم أن شو لا يمكن السيطرة عليه تمامًا، وأن وجود نقطة ضعف مثل هذا الطفل قد يكون المفتاح للتأكد من بقائه تحت السيطرة.

إيروين (بصوت جاف): "حسنًا، سأوافق... لكنك ستبقى محتجزًا في مبنى خاص. لن تخرج منه، ولن تستطيع الهروب. سيكون سجنك... مع الطفل."

---

مر الوقت، وتم بناء المبنى. بدا من الخارج وكأنه مكان إقامة عادي، منزل صغير منعزل في طرف القاعدة العسكرية. لكن في الداخل، كان كل شيء محكمًا. كاميرات مراقبة في كل زاوية، أجهزة استشعار لضمان أن شو لا يمكنه الهروب. كان المكان يبدو كمنزل، لكن في الحقيقة كان مجرد سجن آخر، قفص مذهب.

شو جلس في غرفة المعيشة، ينظر إلى إيليوت الذي كان يلعب بألعابه الصغيرة في الزاوية. كان يحاول أن يتجاهل شعور السجن، لكن وجود الطفل بجانبه جعله يشعر بشيء مختلف، بشيء لم يعرفه من قبل. كان يريد أن يراه يكبر، أن يراه يضحك، أن يراه يحقق أحلامه التي لم يحصل عليها شو.

شو (بصوت داخلي): "ربما... يمكنني أن أرى حياتي في هذا الطفل. ربما... يمكنني أن أعيش من جديد من خلاله."

تلك الفكرة، البسيطة والمؤلمة في آن واحد، كانت الشيء الوحيد الذي أعطى شو بعض الأمل. لم يكن يعرف ما الذي يحمله المستقبل، لكنه الآن، ولأول مرة منذ زمن طويل، شعر بشيء من الراحة.

ومع مرور الأيام، كان شو يجلس مع إيليوت، يروي له قصصًا عن عوالم بعيدة، عن مغامرات خيالية. وفي كل مرة كان يضحك الطفل، كان شو يشعر بأن جزءًا صغيرًا من قلبه يعود إلى الحياة.

"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن