الفصل الخامس: عواقب القوة

10 2 0
                                    

عاد المشهد إلى لين، الشاب ذو الشعر الشائك الوردي وعيناه الزرقاوان اللتان كانتا تشعان بالغضب المكتوم. كان يجلس مكبَّلاً في الغرفة المعزولة، بينما ذكريات حياته تتسرب ببطء إلى ذهنه. في هذا العالم الحديث المليء بالناطحات والمباني الشاهقة، لا توجد ممالك تقليدية أو حروب بالأسلحة العادية، بل كان كل شيء يدور حول التكنولوجيا المتقدمة والقوى الفريدة التي يولد بها البشر.

منذ ولادته، اكتشف الأطباء أن لين يملك واحدة من أندر القدرات، القدرة على توليد وتحكم في الطاقة الكهربائية بقوة تفوق الوصف. تم تصنيفه كواحد من الفئة "A"، وهي الفئة الأعلى، التي تُمنح لأولئك الذين يمتلكون قدرات غير عادية تتجاوز حدود الفهم. في هذا المجتمع التقني، حيث كل شيء يعتمد على الروبوتات والمصانع الضخمة، كانت القوى الخارقة هي العملة الأساسية للسلطة والنفوذ.

نشأ لين في أحد الأبراج العالية التي تسيطر عليها شركة "فالور تك"، واحدة من الشركات الكبرى التي تدير العالم من خلف الستار، متخفيةً تحت مظلة التقدم التكنولوجي. والده كان رئيسًا تنفيذيا للشركة، وشخصية بارزة في المجتمع. لكن مع امتلاك لين لقوته الفريدة، لم تكن حياته طبيعية. تم تدريبه منذ طفولته على السيطرة على قوته، وإخضاعها للتكنولوجيا الحديثة، باستخدام أجهزة متقدمة لزيادة فاعليتها في المعارك والمواقف الصعبة.

كان العالم حوله مزيجًا من التكنولوجيا والقوى البشرية. الناس يقودون السيارات الطائرة ويتعاملون مع روبوتات ذكية، لكن القوة الشخصية كانت العامل الحاسم في كل شيء. قوة الأفراد تحدد مكانتهم الاجتماعية، وتتحكم في الوظائف التي يشغلونها، وحتى في المدن التي يُسمح لهم بالعيش فيها. لين كان دائمًا في القمة، محاطًا بالاحترام والخوف.

لكن كيف انتهى به المطاف هنا، في هذا المختبر الغامض تحت الأرض؟
بدأت الأحداث تتوالى في ذاكرته كوميض خاطف. كانت المهمة الأخيرة التي كلفته بها "فالور تك" تبدو عادية في البداية، تطلب منه اختراق نظام أمني شديد التعقيد في واحدة من أبنية "إينفيرنال كورب"، الشركة المنافسة الأكبر لهم. لكنه لم يكن يعلم أن تلك المهمة كانت فخًا محكمًا.

عندما اقتحم المبنى بصحبة فريق من النخبة، اصطدم بخصم لم يكن في الحسبان: رجل غامض ذو شعر أبيض طويل وعينين حمراوين مشتعلة، بدا وكأنه يعرف كل تحركات لين قبل أن ينفذها. في لحظة، استُخدمت ضده تقنية متقدمة جعلت قواه تُشل تمامًا. تذكر صراخ فريقه عبر الأجهزة، والروبوتات التي ظهرت من كل زاوية لتهاجمهم. تحوّل الموقف من هجوم إلى محاولة يائسة للنجاة، ولكنه لم يتمكن من الهرب.

الآن، هو هنا. في قلب مختبر متطور تحت الأرض، محاط بأجهزة تكنولوجية متقدمة تمنع استخدام قدراته. الحواجز المضيئة على الجدران ووميض الأضواء الزرقاء كانت تراقبه في كل حركة، وهو مقيد بسلاسل من الطاقة تخترق جسده وتعيقه من استخدام قوته.

لكن الأهم هو... لماذا هو هنا؟ ما الهدف من حبسه؟ تذكر عيني الرجل ذو الشعر الأبيض، وكيف اختفى فجأة من المواجهة بعد أن سقط لين. كان الرجل يبدو وكأنه جزء من شيء أكبر، شيء يسيطر على قوى العالم في الخفاء.

بينما غرق في أفكاره، جاءت أصوات خطوات على الأرضية المعدنية. رفع رأسه ببطء، محاولًا التركيز على الصوت القادم من الممر الطويل خلف باب زنزانته. كان هناك شخص قادم.

"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن