الفصل السادس: الزائر الغامض

15 3 0
                                    

الفصل السادس: "الزائر الغامض"

عندما اقتربت الخطوات، شعر لين بتوتر متزايد. كان قلبه ينبض بسرعة، وعيونه تتجه نحو الباب، الذي فتح فجأة ليكشف عن شخصية غامضة. ظهر شخص مرتديًا معطفًا أسود طويلًا يغطي معظم جسده، وكان وجهه محجوبًا تحت ظل القبعة. لم يكن هناك سوى لمحات من ملامحه، وشعره الطويل الذي يتساقط من الجانبين، مما أضاف لمسة من الغموض إلى شخصيته.

"أنتَ لين، أليس كذلك؟" قال الزائر بصوتٍ هادئ، لكن نبرته كانت تحمل سلطوية غامضة.

"من أنت؟ ولماذا أنا هنا؟" رد لين بصوت مليء بالغضب والارتباك، عازمًا على عدم إظهار ضعفه أمام هذا الغريب.

"أنت هنا لأن لديك قوة يجب أن تُستغل،" أجاب الزائر، وهو يخطو خطوة للأمام. "وأنا هنا لأساعدك على فهم ما يحدث."

لين نظر إليه بحذر، ولم يستطع كبح فضوله. كان يرغب في معرفة المزيد، لكنه كان يشعر أيضًا بخطر لا يوصف. "أساعدني؟ وأنت من تكون لتقول ذلك؟"

ألقى الزائر نظرة فاحصة على لين، وكأنه يحلل ملامحه. "أنا شخص يراقب القوى في هذا العالم. وأنا جزء من منظمة تبحث عن الأفراد المميزين، مثلما أنت."

"منظمة؟" تساءل لين، محاولًا فهم الأمور. "ما هي أهدافكم؟"

"نحن نعمل من أجل تحقيق التوازن في القوى،" أجاب الزائر، غير مكترث بالأسئلة. "العالم الذي تعيش فيه مشوَّه. القوى تُستخدم لأغراض خبيثة، ونحن نرغب في تغيير ذلك."

لين كان في حيرة. لم يكن متأكدًا مما إذا كان يصدق هذا الغريب. "لماذا يجب أن أثق بك؟"

"لأنك لا تملك خيارًا آخر،" قال الزائر بحزم. "إذا لم نتحرك بسرعة، فستكون ضحية للأشخاص الذين يستغلون قوتك. نحن هنا لإنقاذك، ولدي خطط لتهريبك."

تجمدت أفكار لين للحظة. في حين أن فكرة الهروب كانت مغرية، إلا أن الواقع المظلم والمحيط به كان يثبط عزيمته. "كيف يمكنك مساعدتي؟"

"هناك طرق عديدة لفك القيود،" قال الزائر وهو يشير إلى السلاسل المحيطة بمعصمي لين. "لكني بحاجة لمساعدتك أيضًا. أريدك أن تثق في قوتك، وأن تقاوم."

في تلك اللحظة، شعر لين بشيء جديد يتدفق في عروقه. كانت ذكريات التدريبات التي تلقاها في السابق تتجلى أمامه، وكيف كان بإمكانه استخدام قواه بصورة غير متوقعة. "لكن... كيف يمكنني أن أتحرر؟"

"استمع إلى نفسك،" قال الزائر. "اجعل تلك الطاقة التي بداخلك تنطلق. استخدمها لتفكيك هذه السلاسل."

استغرقت لين لحظة لتجميع أفكاره. كان يعلم أنه يمكنه استدعاء قوته، لكن الخوف من فقدان السيطرة كان يشل تفكيره. ومع ذلك، لم يكن لديه خيار آخر. نظر إلى الزائر، الذي كان ينظر إليه بثقة، وكأن حياته تعتمد على ذلك.

مع كل ما يجري، قرر لين أن يأخذ الخطوة الجريئة. بدأ يشعر بالطاقة تتدفق من أعماقه، بينما بدأ السلاسل تنبض بالخطر.

"دعني أرى قوتك، لين!" صرخ الزائر بينما ارتفعت الطاقة في الغرفة.

استخدم لين قوته بشكل لم يشعر به من قبل، مشاعر الغضب والخوف تتمازج مع رغبته في الهروب. كان عليه أن يحرر نفسه من قيوده، وأن يواجه هذا العالم المظلم بشجاعة.

وفي تلك اللحظة، بدأ الشقوق تظهر في السلاسل، بينما الطاقة المحيطة به كانت تتزايد بشكل لا يصدق. وعندما أطلق لين صرخته، كان هناك وميض ضوء يتخلل الغرفة، مما جعل الزائر يتراجع قليلاً بتعجب.

"سلاسل الظلال: المختبر المفقود"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن