|الجزء الثامن والعشرين|

1K 113 0
                                    

الصداع النصفي ؛ لطالما كان عدوي اللدود لذلك
أحاول تجاهله في هذه اللحظات؛ لذلك رفعت
ذراعي عاليا وانا أحاول أن أكون نشيطة بعض
الشيء الا النوم في الكرسي ليس الخيار المثالي.

أمسكت بخصلات شعري وبعثرتها بعض الشيء
ومن ثم قمت بربطه ؛ رغم أنني مشردة إلا أنني
سعيدة؛ نوعا ما .

تفقدت هاتفي وقد كان أن يطفأ فهو لم يشحن
منذ مدة ؛ لذلك فقط قمت بالاتصال بهاري فقد
وردتني قرابة المئة مكالمة منه ليست مئة حرفيا
إلا أنها مجرد صيغة مبالغة .

"هي ؛ هارولد كيف الحال "
قلت وانا انتظر إجابته إلا أن صوت تنفسه كان
قويا جدا ؛ كما لو كان غاضبا .

"لن أقول شيئا الآن ؛ أين انتي ؟"
صوته ناس جدا ومتعب بعض الشيء فقد بدى
ثقيلا جدا .

"بالقرب من ملهى شادو ؛ لماذا ؟"
كنت فقط اسير في دوائر في نفس مكاني
منتظرة إجابته.

"بضعة دقائق واكون هناك لا تتحركي آب"
اغلق الهاتف سريعا دون أن يكلف نفسه بقول
وداعا هو كان غاضبا ؛ بل غاضبا جدا على ما يبدو .

انتظرته؛ بالفعل فعلت إلا أنه تأخر؛ لذلك قررت
الرحيل ؛إلا أنه هنا فقد وجدني بالفعل لوحت له
بابتسامة صغيرة واذا به ينزل ويأتي باتجاهي.

"لماذا هربتي من السيرك ؟"
أمسك بكتفي بينما حاجباه منعقدان وعيناه مركزتان
علي .

"أمر بسيط لا تقلق "
حاولت أن أمثل الطبيعية لذلك قمت بترتيب سترته
التي كانت وكأنها خرجت من فم بقرة .

"لا تكذبي علي آب؛ بقيت الليل ابحث عنك وها
انتي تكذبين توقفي عن هذا الهراء رجاء "
قال هاري وهو يلوح بيده في الهواء بينما انا فقط
تنهدت.

"حدثت مشكلة ؛ ولم ارد أن يتضخم الأمر إلا
أن كل شيء بخير ؛ انا أردت أن أضيف درامية
بعض الشيء " ضربت كتفه وانا أحاول أن اغير
الموضوع.

لذلك أمسك هو بيدي وشد عليها بقوة وكأنه لا
يريد أن يفلتني ابدا .

نظرت إليه باستغراب إلا أنه ينظر إلى الطريق
بعينين جاحظتين .

"انا جائع لم أتناول طعام الإفطار ؛ سوف أخذك
إلى مطعم ريفي سوف يجدد حاسة التذوق اليك"
قال هاري وهو يحاول أن يبدو مضحكا فهو يرفع
حاحبيه بطريقة طريفة .

"لا أمانع "
قلت وانا أرجح يدينا المتشابكتين ؛ بينما هو لا
يمانع ابدا .

ركبنا السيارة بينما هاري أمرني أن أضع حزام
الأمان هذه المره ؛ فهو لا يريد أن يدفع غرامة.

إلا أن المطعم كان بعيدا بعض الشيء لذلك فقط
كنا نستمع إلى أغاني رعاة البقر التي كانت في
جهاز التسجيل الخاص بهاري ؛ كانت غريبة حقا
ولكنها تجلب الحماس حقا .

_____________

ترجلنا من السيارة إلى مطعم لطيف جدا ؛ فقد
كان يبدو عتيقا وبسيطا كذلك ؛ كما أنه كان لا
يخلو من أضواء النيون؛ كان اسم المطعم مكتوبا
بها إلا وأنه بسبب أننا في الصباح فقد كانت الأضواء
مطفئة.

جلسنا بالقرب من النافذه بينما كان هاري يطقطق
بأصابعه حتى تأتي النادلة.

"ماذا تود أن تأخذ اليوم هاري ؟"
قالت سيدة تبدو في منتصف العمر بشعر أحمر
مجعد ونظرات سوداء كبيرة كما أنها كانت تمتلك
شامة فوق فمها.

"يمكنك أن تحضري لي طبقا من البيض وعصير
برتقال ؛ ماذا عنك آب "

"فطائر بالعسل أرجوك "
أرسلت لها ابتسامة ودية بينما هي لا تزال ملامح
وجهها متجهمة.

كان طعامهم جيدا ؛ ولكن ليس كما وصفه هاري ؛
إلا أنه لا يزال جيدا .

_________________________________

"غروب الشمس من فوق قمة التل المجاور
هل تودين الذهاب ورؤيته؟ " اقترح وهو
واضع يديه في جيبه بينما كان يتمايل إلى
الأمام والخلف .

"يكفي لليوم انا متعبة وأود أن أعود إلى المنزل"
قلت بصراحة فأنا أشعر بأن جسدي متعب حقا
فأنا لم أمم في سرير منذ أيام .

"آب؛ لما تودين أن تخبريني سبب هروبك فأنا
أعلم انك لا تملكين أي نية في العودة إلى هناك"
أصبحت عيناه مركزتان علي اكثر من ذي قبل
بينما بات لونها غامق .

"أخبرتك السبب هاري وانا أود العودة الآن هل
يمكننا تأجيل الأسئلة؟ !"حاولت حبس غضبي
بالفعل حاولت إلا أن هذا الفتى يفقدني صوابي.

"ولما الصراخ ها ؟ ؛ لماذا !"
قال هاري بينما هو يلوح بيده في الهواء هو لا
يستطيع كبح غضبه ابدا .

"هل تعلم انا سوف أعود إلى السيرك الآن غدا
لدي عرض وأنه أفضل لي من البقاء هنا !"
أردت ظهري وانا أعود ادراجي في خطى سريعة.

"حسنا "
صرخ من خلفي وهو واقف بينما لا يحاول حتى
اللحاق بي .

أود السير سريعا كي لا أبدو خائفة؛ إلا أنني أفعل
اسير بخطى سريعة حقا وانا أحاول أن اتخذ قراري
اذا اردت البحث عن والداي ؛ فيجب أن اتغاضى عن
أمر اعتداء ماركو علي حتى أتمكن من البحث عن
والدتي ؛ لهذا حزم أمري وسوف أعود إلا أنني خائفة
حقا ؛ فأنا وحدي في مكان غريب لا أعرف به أحد
والسيرك بعيد حقا .

بصراحة أنا لا أعرف الطريق إلى المنزل ؛ ولكنني
لم أتوقف عن السير .

Circusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن