|الجزء الثاني والثلاثين |

1.1K 111 4
                                    

"ضائعة داخل نفسي " أليس هذا ما يقولونه ؟
أو يدعون أنهم يشعرونه؟ ، وهذا ما يحدث لي
الآن ، في وسط المباني تائهة أحاول أن أجمع
شتات بقايا أحلامي ، إلا أنه وللأسف بعد كل هذا
التخطيط والبحث المطول ، لم اعثر عليهما ولو
بالخطأ، انا فقط محبطة جدا ، أشعر بضغط كبير
على عاتقي ، احتاج فقط إلا بعض الوقت وحدي
لذلك انا الان جالسة أمام ملاهي عتيقة، أو بالأحرى
جالسة على تل صغير بيدي زجاجة كبيرة من عصير
البرتقال .

لا أحب احتساء الكحول لذلك انا فقط احتسي
عصير البرتقال الآن ، بينما عيناي فقط تتبعان
أضواء النيون الزرقاء والزهرية الموجودة أمامي
بينما أصوات الصراخ الممزوجة بلذعة من المرح
قد طغت على الهدوء الذي كنت أمل أن أحصل
عليه .

إلا أنني فقط استلقيت على ذاك العشب الذي
بات قاسيا ويابسا إلا أنني مضطرة لا أريد أن
ارجع الى السيرك اليوم ، انا فقط فتشت في
كل مكان حرفيا في كل مكان ولكن على ماذا
حصلت ؟ لا شيء فعلا لا شيء فقط ضيعت
جميع أيامي هنا انا بقيت ابحث عنهما ليومين.

الحان اغنية اعتدت أن أستمع اليها بدأت تلعب
في أذني ، بينما انا فقط اسمح لنفسي ب الغناء
وانا اتمايل بخفة لم أظن أنني قادرة على التمايل
بها ، يمكنكم أن تنادوني مختلة طبعا .

نفذت من الصبر كما أنني نفذت من الأفكار إلا
أنني أحاول أن لا أكون درامية وأبكي، ربما هما
فقط مشغولان بأطفال آخرين وربما أحد اشقائي
الذين لم أرهم قبلا قد كان مريضا فبقيا في المنزل
كما أظن أنهم غير اجتماعيين حتى يحصلوا على
معارف ، إلا أنني أشعر بأنه يجب أن أكون إيجابية
رغم أن هذه الأمور تبدو غريبة وغير طبيعية.

اتصلت به لم أستطع أن احتفظ بالأمر لنفسي دون
اشكي لأحد الا أنه لم يكن يجب هو الآخر ، رميت
الهاتف ومن ثم أخذته مجددا عندما عرفت أنني
ضائعة في وسط اللامكان وهو الشيء الوحيد
الذي سوف يضمن عودتي سالمة إلى المنزل .

قررت السير ربما أجد محطة باص قريبة من هنا
إلا أنها على ما أعتقد بعيدة بعض الشيء ، مدينة
الملاهي تلك تبدو مغرية حقا ، إلا أنني مفلسة في
هذه الأيام ، أحاول إدخار المال بمعنى أصح وان
بقيت اصرفه على شهواتي فلن أجد ما يسند ظهري
في وقت حاجتي، أنه تفكير اقتصادي نوعا ما إلا
أنني لا أزال أتحدث عن أشياء غير مهمة ، والأسوء
هو أن كل هذا يجول داخل دماغي وحدي ، أحيانا
أتمنى أن اسكته إلا أنني لا أملك القوة .

لا وجود لأي محطة باص إلا بعد شارعين وبصراحة
انا متعبة حقا لأسير كل تلك المسافة ، علمت أنه لم
يجدر بي إرتداء هذه الملابس الثقيلة فأنا أشعر
بالحرية حقا في هذه اللحظات ، إلا أنني لن اتعرى
أمام الجميع هكذا .

أخيرا استسلمت واتصلت بتروي ووصفت له المكان
قال إنه قادم وها أنا جالسة على كرسي في الطريق
العام واضعة ساقاي فوق بعضهما ، انتظر حضور
السيد تروي .

بدأت أسعل بقوة بسبب دخان السجائر المنبعث
من كل مكان ، انا حقا لا أقوى على البقاء هنا أطول
إلا أنني وبكل بساطة غبية ، فقد نسيت البخاخ
الخاص بي بحجة أنني لن احتاجه ، وها أنا الآن
أعاني بسبب اهمالي لصحتي ربما اموت يوما بسبب
نوبة رب مزمنه لأنني سوف أكون وبالطبع تركت
البخاخ في المنزل ، لو أن هناك أحد يقوم بتذكيري
لما حدث كل هذا .

رأيت تروي يلوح لي من خلال نافذة ركضت إليه
دون حتى أن أدرك مدى سرعتي، جلست في المقعد
الأمامي وربطت حزام الأمان بينما كانت اغاني الراب
تملأ المكان ، انا لا اكرهها إلا ذوقي الموسيقي يميل
إلى التسعينات أو السبعينات حتى ، قديمة ؟ أعلم .

"لما خرجتي دون أن تتحدثي إلى أي أحد ، ثم
انك لم تعتادي على نوتنغهام بعد آبي، آب ، فتاة
هوديني ، انتي سوف تجعلين الشيب يشتعل في
رأسي قيل أن أبلغ السابعة والعشرين " حاول ان
يكون قاسيا وغاضبا، إلا أنه تروي ولن يبدو غاضبا
ابدا .

لذلك فقط أحنيت برأسي وقبلت خده وللأسف
فقط إبتسم واختفى تروي الغاضب ، انا حقا لا
أفهم مزاج هذا الفتى .

"لا تفعلي هذا مجددا ، أن علم ماركو سوف يقتلك "
رددت ماقاله بطريقة ساخرة إلا أنه رمقني بنظرة
قاتله لذلك قررت أن احتفظ بما تبقى من ماء وجهي
وان اعتدلت في جلستي واصمت.

"سوف أعود حالا فقط سوف ابتاع شيئا ومن ثم
أعود سريعا " قال تروي أما أنا فقط أومأت دون
أن أسأل إلا أنه توقف أمام محل صغير يشبه تلك
الموجودة بالأفلام حيث يبيعون النبيذ والسجائر
وهذه الأشياء .

عاد سريعا وبيده كيس صغير أدخله في جيب
سترته، أما أنا فقط تجنبت فضولي ولم أسأل
عن ما وضع في جيبه ، لأننا بالفعل وصلنا إلى
السيرك بعد مدة ليست بطويلة .

" أخبرني تروي انك تبحثين عن والديك، ولكن
تعلمين آب بحثك عقيم، فقد وجدت من عبث
بالسجل وغير المدينة والديك غير موجودين هنا
أعني لا يعيشان في نوتنغهام اخذتي معلومات
خاطئة "

Circusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن