|الجزء الثامن عشر|

1.4K 141 12
                                    

وضعت قدماي على الأرض وانا أحاول النهوض
بينما رأسي يشتعل من الصداع الذي يكاد يفقدني
صوابي ، عيناي لا تزال تجاهد حتى تفتح فلم
تعتد على الضوء بعد ، ربما انا من استيقظ باكرا
جدا إلى هذا الحد .

ولكن بكل الحالات انهيت روتيني الصباحي وانا
اجلس برفقة دفتري الصغير الذي بت أنسى جمال
شعور الكتابة به ولكنني اشتقت إلى ملمس الأوراق
تحت اصابعي ورائحة الحبر التي تنطلق وتنعش
جميع حواسي ، لذلك أمسكت بقلمي وجلست متكأة
على إحدى الأماكن المنعزلة قليلا وبدأت أخط ما
كلمات وجملا لم أعلم أنني كنت أفكر حتى بكتابتها .

لم أشعر بما حولي فقد تحولت الكلمة إلى صفحات
طويلة بها أشياء عديدة فقد اعتدت أن أبوح بما
في خاطري لهذه الوريقات، فما من لسان يعبر
أفضل ويختار الكلمات غير القلم.

ولكنني بدأت أشعر بأنني أطلت في عزلته وربما
أحدهم احتاجني، لذلك وضعت ما في يدي داخل
الخزانة وانا ألقي ابتسامة صغيرة إلى آبيغيل الملقاة
على وسادتي.

تفقد هاتفي كذلك ولكن ما من رسالة به ، توقعت
مكالمة كنه أو أقلها رسالة فقد اعتدت على التحدث
عليه في كل صباح يا ترى مالذي يفعله هذا الفتى
في هذه اللحظات.

قررت أن اتمرن قليلا فقد بت اخاف ان يحدث لي
مكروه مجددا رغم أنني من العروض لهذا اليوم
معنية فيدي مصابة وان آذيتها قد أكون اقترفت
غلطة كبيرة .

ولكن لم آبه لها كثيرا إلى أن شعرت بالتعب لاجد
أن الجميع موجودون خلف الشجر متحلقون وفي
وسطهم ميلاني التي ترتدي قبعة عيد ميلاد وتبتسم
باتساع ياللهي لابد انه اليوم لم انتبه للتاريخ ولم
أعد له أهتم .

قررت النظر بخطيفة ولكن عن قرب لذلك ببطء
اقتربت واذا ب تروي يعطيها عناقا لطيفا وهي
على أطراف أصابع قدميها وقفت ليس لأنها قصيرة
بل تلك عادتها تلك الفتاة الصغيرة .

ليس هناك الكثير ممن يجلس حولها فقط تروي
وبضع من صديقاتها فلطالما كانت ميلاني غير
محبوبة ، بسبب تصرفاتها التي لم يعد أحد لها
يطيق.

كانت ميلاني تمتلك عين واسعة مثلما لو كانت
قطة وقد كانتا بلون غريب يشبه في زرقته
المحيط ، ولا ننسى أحمر الشفاه الأسود الذي
لا تزيله يوما ، طويلة الجسد صهباء الشعر ولكنها
تكثر صبغة فلونه الآن أزرق .

"آب تعالي لقد احتفظت ببعض الكعك من اجلك "
اشتر الي تروي وقد كانت آخر مخططاني أن يراني
فقد بدون مثل الطفل الضائع يخبأ وجهه خلف جدار.

"لا شكرا فقط أردت أن أرى مالذي يحدث وداعا"
صرحت عن فضولي وبضع حركات يد لأنني لا أجيد
الحديث دونها لذلك التفتت وبسرعة قد رحلت لا
أريد أن تراني تلك الشياطنة التي باتت الآن أمامي .

لم آبه لها بل التفتت وسرت دون أن افتح فمي
بحرف ولكنها شدت ضفيرتي ورغما عني التفتت.

"ماذا تريدين الم يكفيك ما فعلتي أم هل تريدين
من مزيد؟ " سئلت وانا أحاول أن أكبت غضبي
لذلك في صمت أمامها وقفت .

"لا أريد شيئا آبي، انا فقط هنا لأنني حقا ملتت من
تصرفاتك الهوجاء ألا ترين انك بتي بحالة مزرية
تركضين خلف ذاك الشاب تتأملين منه بضع نظرات
ولا ترين انك بتي تلاحقينه ، أعلم أم الأمر يضاقك
أن محاطة بكل من هم في علاقات سواك لذلك
تحاولين أن تجذبي أي انتباه لك وان كان من أي
شخص " إبتسامة انتصار اعتلت شفتيها وهي تكتف
ذراعيها، تغاضيت أنها نادتني ب آبي ولكن باقي
الكلمات التي قالتها سوف تجعلها تنال عقابي.

سحبت خصل شعرها الزرقاء القصيرة في يداي وانا
اصرخ بها كما لو أنني غير طبيعية حاولت الدفاع عن
نفسها وهي تخدش جلد خدي ولكنني قفزت فوقها
وفرغت جميع غضبي بها وعندما شعرت بأنها من
البكاء قريبة نظرت اليها ورحلت بسرعة وخطيفة.

هكذا أشعر بالراحة رغم أن وجهي امتلأ بالخدوش
التي سوف تحمر وستصبح كالجروح.

وضعت بضع لاصقات جروح عليها وانا أحاول أن أخيها ولكن أن وضعتها على جانبي وجهي سأصبح
كالتي خاضت حربا أو تعرضت لضرب مبرح لذلك
اسدلت شعري رغم أنني لا أشعر بالرضا عن الامر،
فقط ليغطي جروح جانبي وجهي وانتهي من هذا
الأمر .

ولكنني فخورة بما فعلت فقد كانت تلك مرتي
الأولى في عراك بهذه القوة التي لم تكن بالنسبة
الي معهودة، أغمضت عيناي وانا أشعر بأنني
بت قوية ف ميلاني هذه لا تملك علي الآن سوى
الضغينة هي من بدأت في إظهار وجه الجرو وبدت
كأنها ملاك طاهر ولكنها في حقيقة الأمر سحلية
عجوز .

ولكن الحق يقع علي فأنا من وثقت بها بعد عراكنا
للمرة الثانية ولكن المرة الثالثة ستكون فراقها
لهذه الحياة وربما يستغرق الأمر ثانية .

لا أزال واقفة أمام باب مقطورتي فقط انظر الى
اختفاء الشمس تاركة خلفها درجات من البرتقالي
وبه بضع لمسات من اللون البنفسجي لقد تذكرت
كلمات تلك الأغنية .

"أنت كنت أحمر واحببتني لاني كنت زرقاء ،ولكن
عندما لمستني بالصدفة أصبحت سماء بلون ليلكي "

"ولكنك قررت أن البنفسجي لم يكن لك "
أكمل تروي كلمات الأغنية وهو يقف بجانبي
بابتسامة مكسورة لا أعلم سببها ولكنني سافعل.

"مالخطب ؟"
سئلت وانا اربت على كتفه برفق.

"ميلاني لقد ، فقدت الوعي بعد ضربك لها وهي
متعبة جدا ولا تكاد تفتح عينها فقط سحقتيها
تماما يا فتاة " قال تروي وهو يضع يديه تحت
ذقنه .

"أنها فقط تختلق دراما لا تأبه لها أعلم انكما تتواعدان وقد خسرت انا صداقتي بها إلا أنني
لن أنسى طريقة تفكيرها وتصرفاتها هي تريد
أن تقلق انت بشأنها وتهتم بها ، كما أنها تريد
مني الإعتذار منها ولكن لن أفعل حتى في أكثر
أحلامها جموحا " ضحكت بخفة وانا أتذكر كيف
بدى وجهها عندما سحبت خصلات شعرها وهي
الأم متسطحة في السرير تبكي وتنوح مثل الرضيع.

رحل تروي إلى خليلته الدرامية بينما انا أغلقت
بابي لاريح رأسي من إزعاج ميلاني وجميع من
في هذا المكان فهم بالطبع سوف يصدقونها في
متخرجة وبجدارة من جامعة الكذب .

Circusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن