كوب من شاي النعناع قد يكون شيئا لطيفا
لتستيقظ عليه في الساعة السادسة صباحا،
إلا أنه عندما تعلم أنه آخر صباح لك في
المكان الذي بدأت في الاعتياد عليه حقا ،
إلا أنني سوف أعتاد على منزل والداي قريبا.رميت الكوب البلاستيكي في سلة المهملات
وعيناي تترقبانه؛ فقد ظننت انه سوف يأتي
كما وعدني أن يفعل اقترب وقت الرحيل سوف
ننطلق في غضون نصف ساعة من الآن .كان ماركو يقوم بربط الأربع مقطورات ببعضها
حتى تصبح مثل قطار مصغر ، إلا أنني لن اركب
في مقطورتي فقد نام بها ليلة البارحة معي إلا
أنه نسي أن يأخذ قبعته الصوفية الخضراء مثل
لون عينيه تماما ."آب؛ سوف يقود تروي الشاحنة الصغيرة وكنت
أتسائل أن كان بإمكانك مرافقتنا ؟" نعم أنها ميل
إلا أنني مجبرة على المرافقة فأنا لا أحب السفر
وحدي في الماضي اعتدنا على أن نبقى انا وهي
في ذات المقطورة ."بالطبع "
سرت خلفها وانا أقوم برفع أكمام قميصي فهي
طويلة بعض الشيء .جلست في المقعد الخلفي بالقرب من سايا أنها
من اصل إفريقي كذلك ؛ لكنها جميلة فقد كانت
تمتلك شعرا مجعدا بشكل جميل جدا لطالما أحببته
حقا ؛ كانت تمتلك عينين واسعتين تحملان لون
بني باهت محاطة بكثير من الرموش القصيرة كما
أنها كانت تمتلك حلقا في أنفها لا أعلم ماذا يسمونه
حقا .لازلت أنظر إلى النافذه رغم أن جميع السيارات
تحركت إلا نحن فقد علم تروي ماكنت أفكر به؛
إلا أن الوداع شيء صعب فأنا أفضل أن يبقى
بعيدا مني لأنني كالسم سوف اسمم كل قطعة
من قلبه برحيلي هذا .إلا أنه عند اقترابنا من الجسر الموجود على طريق
المزرعة تلك ، عاد كل شيء فعلانه هناك إلى ذاكرتي لذلك فقط اكتفيت بأن اتذكر انه سوف يبقى في
قلبي كما أخبرني قبل أن أغفو ليلة البارحة أنني
"دائما في قلبه " انه فقط لطيف جدا لتيحطم." هي أوقف السيارة كدت أن تقتل الرجل"
صرخت سايا وهي ترى ما أراه انا كذلك لذلك
اتسعت عيناي من الخوف فقد كان يترنح كالسكير.فتحت الباب سريعا وترجلت من السيارة راكضة
إليه ؛ يبدو في حال مزرية حقا كأنه ظل يبكي
مطولا ؛ لم أره يرحل في الليلة الماضية لذلك لم
أعلم أنه يبدو مزريا هكذا ."هاري ؛ هارولد ؛ مالخطب لما تبدو هكذا "
بكيت ، دون أن أشعر لا أريد الرحيل إلا أنه يجب أن
أفعل ."لقد أخبرتك أنني لست قويا كفاية لابقى وحدي
نعم أنا كالطفل ابكي كثيرا كثيرا جدا عندما أفقد
ما يخصني وانتي فقط ضحكتي هل صدقتي الآن
انظري الي الآن كم انا في حال رائعة، رائعة جدا"
ضحك انه يضحك على شكله يحاول أن يجعلني
ابتسم حتى وإن كان في أسوء حالاته.ضممته الي بقوة ؛ حتى أستطيع الشعور به حتى
ولو لمره ؛ صوت شهقات مفاجأة خرجت لم تكن
مني فقد اخفيتها بصعوبة؛ لقد كان هو ."لا لا تبكي هاري ؛ أعلم أنني سيئة؛ سيئة جدا
لتحبني لأنني راحلة لكنني ظننت انك شخص مميز
شخص قوي ؛ هل تعلم ؛ لطالما شعرت بانك كذلك"
لا أعلم ماذا أقول انا فقط اهذي وأقول أشياء
لا اعي بها ؛ إلا أنه فقط لا يساعدني في السيطرة
على ذاتي؛ لقد كان هذا أسوء يوم اقضيه في
العشرون سنة للتي مضت من حياتي ."على كل تفضل ؛ أعلم أن يوم ميلادك لن يأتي
حتى أبريل إلا أنني بالفعل كنت أعلم برحيلي
هذا لذلك اشتريت لك هذا لا تفتحه حتى تكون
وحدك حسنا ؟! ؛ انه شيء بسيط فحسب "
قلت وانا أخرج العلبة من جيبي وهو فقط بقي
يشكرني."والآن أعتقد أنه علي الذهاب ؛ هل سيارتك هنا"
أومأ وامسكت بيدي وقبلها؛ إلا أنني فقط قبلت
شفته المرتجفه ومن ثم خلع سترته واعطاني
إياها ."سوف نتبادل السترات حتى نتذكر بعضنا البعض
انهم يفعلون هذا في الأفلام " قال بصراحة بينما
ضحكت ؛ومن ثم قمنا بوعد الخنصر؛ وسوف أعود
يوما ما من أجله .ركبت السيارة وانا أقوم بارتداء السترة الخاصة
به بينما كان هو فقط يلوح لي بابتسامة لطيفة
بينما رددتها بابتسامة مماثلة.لم تكن كبيرة جدا فقد كانت مناسبة بعض الشيء
الا انها تظل واسعة قليلا ؛ هل هذا يعني أنني سمينه؟."وضعت رأسي على مقعد تروي وانا فقط انظر
الى أكمام المعطف أنها فقط أكمام إلا أنه كان
يرتديها قبلي؛ لم ارد أن أخبره عن ماركو حتى
آخرب الوداع .قد كانت تلك أطول عشر دقائق في حياتي كأن
للزمن توقف وأصبح ملكا لنا .تحدثت إلا سايا قليلا إلا أنني لا أزال أشعر بشيء
مفقود ؛ ورغبة شديدة في البكاء إلا أنني لن أفعل
أمامهم، سوف يضحكون كما اعتادو أن يفعلوا ،
كما انني لا أود أن أبدو ضعيفة أمام ميلاني .كل ما أستطيع فعله الآن هو أن أدعو أن يكون هاري
بخير ،دوني ، وأن وجد حبا يغنيه عني ، فسوف أشعر بضيق قليلا ؛ إلا أنه يستحق الأفضل؛ فلطالما كان
الأفضل من أجلي وانا لم أشعر حتى آخر لحظات لنا .____________
نوتنغهام بعيدة ؛ والطريق كله مليء بأحاديث غير
مثيرة للانتباه حقا ، فكل ما جرى في عقلي كان
عبارة عن الفراغ كنت فقط أود أن انام لفترة طويلة
حقا وانا لا أكاد اطفئ تلك الأغنية القديمة الموجودة
في جهاز التسجيل العائد إلى الخمسينات هذا .إنها فقط مهدأة للأعصاب وهذا كل شيء احتاجه
في هذه اللحظات حقا ، إلا أنني أتسائل ولن أتوقف
عما جرى لذاك الصبي في مدينته.حذرته أخبرته انه أن علق في دوامة السيرك لن
ينجو إلا أنه تاه في داخلها؛ قلت له أن يركض
يركض ولا ينظر إلى الوراء إلا أنه علق في ذاك
القفص ذو المفتاح المفقود؛ لقد علق في قفص
الحب الذي لوهلة ظننت انه من الوجود معدوم.
أنت تقرأ
Circus
Romanceعِندما تَطأُ قَدَمَيِّكَ خَيمةَ السرك ْ ابحَث عنهَا ولا تَتَردد في مناداةَ اسمِها فتَاةُ هُودِيني تنتظركْ بابتِسَامة وِدية سَوفَ تَسْتقبلكُ وعِندمَا تَود الخُرُوج فَلا مَهْرب سَوْفَ تَعْلقْ بَيّنَ الحشُود لِذلكَ أُركضْ! أُركضْ أَيُهَا الصَّبيُ ال...