|الجزء الرابع والثلاثين |

997 115 8
                                    

نعم لقد قررت أن ارحل وها أنا احزم حقائبي
ولا نية لي للعودة ابدا ربما هاذا هو الوداع ،
لذلك انا فقط ألقيت نظرة أخيرة على مقطورتي
التي اعيش بها منذ كنت في الرابعة ، كل زاوية
هنا لها ذكرى خاصة ، لولا تغير الظروف لبقيت
هنا لكن كما يقولون، لاشيء يبقى على حاله .

بيدي حقيبة صغيرة بها بضع ملابس وفي اليد
الأخرى مسجل الموسيقى الخاص بي ، انا لن
أودع أحدا سوى ميل، نعم لن اودعهم فهم في
الأساس سبب رحيلي.

وضعت حقائبي قرب المقطورة وسرت أبحث
عن ميلاني، رغم عراكنا الدائم إلا أنني سوف
افتقدها.

لوحت لها وهاهي تقترب مني ، تبدو خصلات
شعرها الزرقاء مبعثرة بطريقة ظريفة كما أن
أذني القطة التي ترتديها ظريفة.

"انا راحلة "
وضعت يدي على فمها قبل أن تتكلم فأنا أعلم
أنها سوف تتحدث بصوت عالي .

"ولن أعود مجددا ، أردت أن أقول لك وداعا و
أيضا أعتني بنفسك وبتروي واعطي هذه الورقة
لماركو " تحدثت بروية حتى لا تنسى .

"حسنا وداعا آبي "
احتضنتني بقوة غير سامحة لي بالتنفس فهي
كانت أطول مني .

"وداعا "
ركضت مبتعده وانا أخذ حقائبي وأغراضي بينما
اسير الى محطة الباص ، معي عشرون باوند فقط
ربما تكفي لثمن تذكرة ذهاب الى ليفربول، ثم إن
المكان قريب ساعة ونصف لن تكلف للكثير ، أمل
ذلك .

المحطة فارغة لا يوجد بها إلى بضعة سيدات
وأطفالهن ورجال كذلك ، إلا أنني توقفت عند
شباط التذاكر ، الأمر شبيه بالسيرك، كل شيء
يذكرني بالسيرك رغم أنني لم أغادر سوى منذ
بضعة دقائق.

"تذكرة إلى ليفربول من فضلك "
قلت وانا ابتسم بتصنع، أحاول أن أبدو لطيفة.

"ثمانية عشر باوند"
قالت السيدة من وراء الشباك ، سلمتها النقود
وانا أخذ التذكرة وجلس على الكرسي بانتظار
وقت الحافلة، كتب في التذكرة أن وقت الذهاب
في الساعة العاشرة والنصف، أي بعد نصف ساعة.

_____________

أحاول أن أغفو إلى أن صوت حركة الناس المستمرة
تفسد الأمر علي ، كما أن المعطف الطويل هذا
يضاقيني بالفعل إلا أن الطقس بارد جدا اليوم .

اتصلت بهاري حتى أخبره بموعد وصولي وقال
أنه سوف يكون هناك ، أن استطاع وان لم يقدر
سوف يأتي آشتون.

"الرحلة رقم **** المتوجهة إلى ليفربول "
نعم كان ذلك رقم رحلتي ، حملت اغراضي
واتجهت الى الحافلة وضعت الأشياء حيث
يجب أن تكون وجلست في مقعدي فقط انتظر
تحرك الحافلة، أنني أو أنه يخيل لي أنني أرى
تروي وهو يلوح لي من النافذه .

"آبي ، انا اسف اسف حقا لا ترحلي أرجوك لا"
حاول ان يأتي إلا أنه الحافلة تحركت مبتعده،
هذا ما احتاج إليه بعض من الوقت لي وحدي
دون الضجة التي كانت موجودة في السيرك .

الثلوج بدأت تتساقط، أنه شتاء انجلترا، لا شيء
مميز به سوى شدة برودته، رغم أنني افتقد تلك
الأيام عندما كنا انا وميل وتروي نجتمع سويا
فقط نحكي القصص، عندنا كنت أخذ معطف ماركو
إلا أنه حان وقت الرحيل .

_______________________

Writer pov

"ماركوس منغوني، أو كما تحب أن نناديك
ماركو ، انا بابه سوف افتقدك، لكن سوف
افتقدك بنسبة بسيطة، هل تعلم لما ؟ ،انت
لست الرجل الذي تخيلت أنني سوف اتربى
معه ، انت اعتديت علي ، نعم أنا لم اسامحك
ولن أفعل ، لأنك كسرت الثقة التي أعطيتك
إياه، انا لن وأعود والخطئ يقع على عاتقك
والآن سوف اتركك لتسمتع بتأنيب الضمير
المخلصة دائما وأبدا : فتاة هوديني :) "

قرأها بصوت مرتفع ومن ثم بغضب رماها
أرضا، سئل ميل إلى أين ذهبت ولكنها اترجفت
خوفا واجابتها كانت " لا أعلم " ، هو كان شديد
الغضب ، يريد أن يمسك بها ويشبعها ضربا لم
يكن لديها الحق في أن تهرب ابدا فهو كان من
يملكها إلا أنه بالطبع سوف يجدها لأنه علم أنها
مغادرة إليه، إلى الاجعد الحداد.

_____________

Abe :

لا أزال واقفه في المحطة ابحث عن أثر لوجود
هاري أو حتى آشتون ، انا هنا منذ ما يقارب
الساعة ، ولا أثر لوجوده، انا فقط أملك باوندين
لن أستطيع حتى شراء كعكة بهذا ، ياللهي لو
بقيت في السيرك كان هذا أفضل لي .

خرجت من المحطة وانا ارى هاري ، يركض
دون أن يلاحظني لابد انه لاحظ تأخره لم
يتمكن من رؤيتي إلا أنني لوحت له وعاد
مسرعا وهو أمامي واقف دون أن يتحدث
وضعت حقيبتي أرضا وحتى مشغل الموسيقى
لم نقم بأي شي فقط نحدق ببعضنا البعض دون
أي تعابير على وجهينا.

إلى أن شدني من ذراعي واحتضنني بقوة ،كان
هذا كل ما احتجت إليه ،شددت ذراعي حوله
بقوة وكأنني لا أكاد أصدق ، انا فقط واقعه من
أجله وبقوة .

"هل تبكي هاري ؟"
سئلت وانا اى الإجابة أمامي فقد كانت عيناه
الواسعتان بهما دموع لا يود أن يطلق سراحها.

"وماذا تظنين آبي ؟ ، انا لا أكاد أصدق أنني
اراك أمامي ، لمدة شهرين وانا احلم بهكذا
لقاء آب، ولا تريدين مني أن ابكي بربك آب
انا متفاجئ أنني لم يغشى علي فرحا "ضحكت
وانا أقبل أنفه، أنه نعمة لا يمكن أن تعوض.

" لا أريد أن أثقل عليك بأسئلتي ولكن أين سوف
ابقى ، والدتك لا تحبني " قلت بصراحة واذا به
يبتسم .

"لا تقلقي لقد رتبت كل شيء سوف ترين عندما
نصل لا تكوني متعجلة آبي " أمسك بيدي وهو
يأخذني إلى السيارة.

وضع الحقيبة في صندوق السيارة التي اشتقت
اليها هي الأخرى ، رائحة الليمون ومعقم اليدين
بينما انا فقط انظر إليه وهو يقود ، موسيقى الروك
تتدفق إلى مسامعي، أنه مثل حلم يقظة قد لا استيقظ منه .

توقفنا أمام بناية تبدو عتيقة بعض الشيء وهو
يأخذ بيدي ويجعلني اسير خلفه ، لقد كانت هناك
شقة في الطابق الرابع مكتوب بها " مرحبا بك
في المنزل " ابتسمت بسرعة وانا أنظر إلى هاري
الذي أدار المفتاح، كانت الشقة بسيطة جدا ولكن
هذا كل ما قد أرغب به يوما .

"مرحبا بك في المنزل يا سكرة "
أنها اول مره يناديني بلقب كهذا لذلك انا فقط
ابتسمت وانا التفت إليه .

"أنت هو المنزل هاري ، انت هو ما أنتمي اليه"

Circusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن