|الجزء الثالث والثلاثين|

997 110 5
                                    

"مالذي تعنيه بأنهما ليسا هنا !!"
صرخت وانا أشعر بأنني انكسرت فجأة دون أي
سابق إنذار .

"أنهما في باث، اعتذر "
التفت ورحل مبتعدا ، وأنا فقط للمرة الأولى استحقره هكذا ، إلا أنني لن اغفر لمن عبث
بالاوراق ذاك يوما .

اعرف أنها هي ، بل متأكدة تماما من أنها هي ،
سرت مسرعة إليها فقد كانت واقفة مع تروي
إلا أنني لن اسمح لنفسي بأن اهان هكذا !.

"لماذا ! لماذا ميلاني ! ما هذا التصرف الطفولي
جدا منك ! بحق الله مالذي فعلته لك ! إذا لما
تعبثين بالاوراق هل تدركين حتى مدى أهمية
الأمر بالنسبة لي ؟ "

صفعتها نعم صفعتها بل ما أوتيت من قوة انا
لا اقدر أن أتوقف عن لوم نفسي أنه خطئي أنني
تركت هاري وحده في ليفربول رغم أن لا علاقة
له بهذا ، إلا أنني فكرت بانانية وهذا ما حدث لي.

سرت مبتعدة وانا احبس نفسي في مقطورتي ولا
نية لي للخروج منها يوما ، نعم سوف اموت هنا
وانا حرة أريد أن أكون درامية .

طرقات مزعجة على باب المقطورة أشعلت غضبي
مجددا فقد كانت تلك الشياطنة هي من تطرق .

"ماذا الم يكفيك ما فعلتي الم يكفي ؟؟"
صرخت بوجهها حتى أنني شعرت بأنني سوف
أفقد صوتي .

"لا ، آب انا لست الفاعلة أقسم لك ، لست دنيئة
لهذه الدرجة حتى آخرب أمرا عزيزا عليك ، انتي
فقط نسيتي جميع الأشياء التي قمت بها من اجلك
واتهمتيني في أول جريمة، انتي لو تفكرين قليلا
لعملتي من قام بالعبث بالاوراق ولكنك للأسف عمياء
البصيرة !" رحلت وهي تسحب الباب خلفها بينما
انا فقط ارتدي على فراشي لم استلق بل بقيت
جالسة ابحث عن شخص يمكنه فعل هذا بي إلا
أنني لا أملك أعداء هنا انا حتى لا احادث الكثيرين
هنا .

إلا أنني بكيت ، بكيت حتى دون أن أشعر لأول مره
منذ مدة أشعر بحاجة إلى هاري لهذه الدرجة أنه
ما نسميه بالاشتياق إلى أنه في هذه المره مشاعري
قوية حقا ، ولا اقدر على أن اتحكم بها ، انا فقط
ضائعة ، مكسورة ، محتاجة إليه ، فلو كان هنا لوجدت الحضن الدافئ الذي ينسيني همومي،
لوجدت الحب الذي قدمه الي ولكن كما قالت ميل
انا عمياء البصيرة ، لا رأى ما هو واضح أمامي إلا
عندما أفقده.

لقد كان منزلي ، نعم لقد كان ، لقد كل شيء احتجت
إليه ولكن قد فات الآوان سأبقى هنا إلى أن أموت .

_________________

منتصف الليل ، حين تلتقي الأيادي ليلا وقبلات
الاشتياق تشفي جميع الجروح ، اجلس انا وحدي
فقط ابكي وأنوح، دون أنيس ولا ونيس، فقط
قلب مكسور وريح الوحدة تمر بجانبي، تحاول
أن تؤازرني إلا أنه متأخر جدا على مواساة ما قبل
النوم ، نصفي الآخر ضائع وفراغ بداخلي بدأ يتسع ،
فقدت السيطرة وانهرت باكية ، إنها قصة البهلوانية
البائسة .

كانت حبال السيرك والاراجيح هي الشيء الوحيد
الذي كنت له أستمع وأتحدث، إلا أنني وكأنما قدماي
خانتاني وانا واقفة على الحبال أشاهد جميع ما بنيت
يسقط أمامي ، الذكريات تحيط بي وتزيد من آلامي.

لم ارد ان أفقد السيطرة وانا استلق السلم الطولي
المؤدي إلى الاراجيح إلا أني يداي تخدرت فجأة
وتوقفت في مكاني ، حاولت أن أصعد إلى الأعلى
إلى أنني كما لو فقدت حياتي ، الوقت بات متأخر
من الأساس حتى أتدرب إلا أنني أود أن أشغل
نفسي أو حتى اتعب وانام ، إلا أنني شاردة دون
أن ابذل جهدا لاركز .

خرجت من خيمة السيرك وانا أجر قدماي لأصل
إلى مقطورتي، وقف تروي أمامي وهو يلقي
بي على صدره وانا لا أود أي عناق فأنا قوية ،
على الأقل هذا ما أخبر به نفسي .

"انا بصراحة ، انا من عبثت بالاوراق ، لم ارد منك
أن ترحلي ، انا لا أتخيل حياتي دونك آب "
دفعته بقوة حتى أنه سقط أرضا ، إلا أنني لم اكترث
إلا أني عيناي وكأنما أطلقت شرارا.

"هل ترى كيف أبدو بسبب تصرفك الأحمق ،
انا مثل شجرة مقطوعة الجذور تعيش لمدة
وسوف تموت ، أن تمتلك عائلة وحبيبة لذلك
لن تكترث لبهلوانية ضائعة، لا أملك منزلا سوى
السيرك واقفاص الأسود أما أنت لديك ما تريد
فهل فكرت يوما في غيرك أم أنك بغير نفسك لا
تكترث أيها اللعين "تنفست بطريقة غير منتظمة
في نهاية كلامي فأنا أشعر بالتعب من الصراخ
والدفاع أود أن ابقى وحدي في سلام .

لذلك عدت إلى مقطورتي وبقيت جالسة وحدي
في الظلام أحاول التفكير في شيء إيجابي لوهلة،
لا أحب التصرف وكأنني مكتأبة إلا أنه من حقي ،
رغم أنني ببساطة أشعر بأنني بدأت أفقد نفسي .

لا أريد أن أكون مزعجة وأتحدث كثيرا إلا أنني
أود أن ألوم أي شخص حتى أريج ضميري رغم
أنهم جميعا مخطئون إلا أنني ألوم نفسي هل هذا
جنون ؟

أود أن أجد مكانا أسميه موطني إلا أود العودة
إلى ليفربول، كما أنني لا أود أن أزعجك هاري
بتصرفاتي ومشكلاتي، ربما ابقى في الشوارع
التف وادور باحثة عن بصيص أمل ولو صغير.

التقطت هاتفي وانا تتصل به آملة أن يجيب إلا
أن هاتفي يأبى أن يتصل به ، لذلك ارتديت معطفي
وخرجت من السيرك بأكمله لابحث عن أقرب كبينة
هاتف حتى اتصل به ، سجلت رقمه في ورقه صغيرة واتصلت به ، صوت جرس الهاتف بدى مثل لحن
عذب انتظر صوته بفراغ الصبر وهاهو يجيب .

"هاري ستايلز يتحدث، من معي"
صوته ناس جدا وكأنني ايقظته من نوم عميق.

"أنا آب يا هاري ، فتاة هوديني "
قلت وانا أراقب الطريق من حولي ولكن لا وجود
لكائن غيري.

"هل كل شيء على ما يرام آب ؟، انتي لم
تحادثني منذ مدة طويلة حقا " قال ويبدو
أنه يتثائب .

"لا انا سوف أعود غدا في أول باص هل تنتظرني في المحطة؟ " لا أعلم من أين خطرت تلك الفكرة
في بالي إلا أنني قلتها على أي حال .

"دائما سافعل ، سأنتظرك آب، وشوقي إليك
سوف يسبقني عودي إلى منزلك ، إلى حيث
تنتمي "

Circusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن