04|جرحٌ غائر|

4.9K 308 181
                                    


«الألم كائن خرافي،

يمكن له الاختفاء لكنه لا يموت، يُبعث بعثًا،

وعندها تقوم قيامة الأحداث التي عشتها في ماضيك،

و مع ظهور الألم المتجدد..

يكون فيروسًا يحمل مرضين:

ألم الماضي، و جِدَّة الحاضر.»

اقتباس

***

فنلندا- هلسنكي
الثلاثاء- 17 أغسطس
الخامسة والنصف مساءً

توقفت السيارة البيضاء في حديقة المنزل، حيث أضاءت المكانَ المصابيحُ المتوزعة بعد أن ذهب ضوء الشمس مبكرًا بسبب اقتراب الخريف، ثم انفتح الباب وترجلت صاحبة السيارة متنهدة بقوة وتعب، عينيها السوداوتين بدتا غائمتين، عاصفتين بالعديد من المشاعر لدرجة أنها بدت على وشك البكاء، خصوصًا مع الصداع الذي لم يتركها منذ الصباح.. بل منذ رؤيته.. جُرحها الوحيد.

تحركت نحو المنزل، ضغطت على رمز الباب فانفتح معلنًا صافرة خافتة شعرت أنها تزيد من صداعها، ثم دخلَت للمنزل، وللحظة شعرت بدوار عارم أصابها وفتك بعقلها وتوازن جسدها على حدٍّ سواء.

«متى ستحررني»

همست بضعف وهي تستشعر الدموع التي بدأت تتجمع في سوداوتيها الواسعتين وشفتيها اللتين بدأتا بالإرتعاش، في حين بقيت واقفة مكانها لدقائق تحاول درء الدوار عنها وربما أفكارها المظلمة، وكفها تتمسك بطرف الباب.

أغمضت عينيها حالما استعادت توازنها، ثم ابتلعت ريقها وغصتها وهي تغمض عينيها، تحاول تمالك نفسها من أن لا تنفجر باكية في وجه ذكرياتها، لكن صوت والدتها المفاجئ جعلها تنتفض مكانها بخفة «عزيزتي! عدتِ مبكرة اليوم!»

تبادلتا التحديق للحظات، أريج تحاول لملمة شتاتها الذي تبعثر مجددًا حالما رأت والدتها، ووضحى وهي ترى حال ابنتها الذي جعلها تبتر حديثها بسرعة، وجعل القلق يجول بشكل محموم بداخلها في لحظة واحدة.

«أمي!»

همست أريج بنظرات متمزقة، وقد عاد ارتجاف شفتيها المزمومتين بعناد، قبل أن تهمس ودموعها تتحرر على وجنتيها كسد انفجر «لماذا عاد! لم لا يرحمني ويتركني! أيجب عليه أن يقتلني قهرًا كي يرتاح!»

كلمات جعلت الصدمة والقلق تتملك من وضحى، لقد عالجوها، لقد انتهى كل شيء، هذا ما قاله الطبيب وهذا ما لم تكن موقنة منه وتشكك فيه في كل لحظة وها قد صدقت شكوكها، وبشكلً مفجع.

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن