22|تزداد سوءًا-أساطير|

2.4K 171 73
                                    

صباح اليوم التالي، خرجت سيرين من غرفتها بملامح هادئة على غير عادتها المشرقة والمليئة بالنشاط، بشرتها المنهكة والسواد أسفل عينيها دلا على عدم نومها الليلة الماضية، وربما كوابيسها التي ترافقت مع بكاءها الخافت طوال الليل، لكنها تصرفت صباحًا كأن لا شيء حدث وحاولت إخفاء آثار إرهاقها ببعض مستحضرات التجميل الخفيفة، ثم خرجت باحثة عن شقيقتها التي تنتظرها كل صباح، لكنها لم تفعل اليوم.

«أين سيلين؟» سألت جارية خرجت من الحمام بسلة ثياب متسخة، فانتبهت لها الأخرى ثم انحنت وأجابتها «إنها في قاعة الطعام آنستي»

أومأت ثم توجهت خارجة من الجناح قاصدةً صالة الطعام حيث اجتمع الجميع، وحالما دخلت ألقت التحية بهدوء ثم جلست في مقعدها مقابل أختها، جوار أريج كالعادة -متجاهلةً النظرات المستغربة نحوها من هدوئها الغير معتاد إطلاقًا.

تناولت طعامها بهدوء ثم بعد برهة صدح صوت كريمان بهدوء «ستعاودن أخذ الدروس منذ اليوم، يكفي استراحة الأمس»

أومأت كل من سيلين وأريج أما سيرين فبدت كأنها لم تسمع شيئًا، والتفتت كريمان لكريمة التي تقف على رأس الغرفة متسائلة «أين ياسين يا كريمة؟»

«لقد تناول إفطاره مبكرًا يا سيدتي، أظنه يستعد للذهاب للمزرعة مع عزام» أجابتها بهدوء، فأومأت الأخرى بهدوء ثم تابعت حديثها «هل قام الصياد باستئناف تدريبهما بالأمس؟»

«أجل يا سيدتي، عاد السيد ياسين وعزام بعد الغروب ويبدو عليهما أن تدريبهما كان شاقًّا»

«جيد» أومأت هامسةً برضى ثم وقفت آمرةً إياها «أخبريهما أنني أريدهما حالًا في جناحي، وإن كانا قد رحلا فأبلغي سليم لإرسال أحد الجنود ليخبرهما بالعودة فورًا»

«أمرك سيدتي» قالت منحنيةً بخفة قبل أن تعتدل وتتحرك خارجةً من القاعة بسرعة، في حين التفتت كريمان لسيرين للحظات قبل أن تسألها بهدوء «سيرين، عزيزتي! هل هناك خطبٌ ما؟»

بدا على سيرين المفاجأة للحظة من السؤال المباشر، لكنها سرعان ما تماسكت نافيةً برأسها ومجيبةً بهدوء «لا يا سيدتي، لا يوجد»

أومأت المعنية بهدوء ثم تحدثت «تبدين منزعجةً اليوم على غير عادتك، إن كان هناك ما يزعجك فتستطيعين التحدث في أي وقت»

«أعلم، شكرًا لكِ» أجابتها بهدوء خافضةً نظرها في حين رمت كريمان روزي التي تنظر لابنتها بقلق وحيرة -بنظرة ترافقها ابتسامة هادئة محاولةً بث بعض الطمأنينة فيها، إلا أن ابتسامة الأخرى المتوترة كانت دليلًا على أن هذا لم يحدث، فتنهدت بصمت ثم تحركت تخرج من القاعة باتجاه جناحها، فلترتب الأمور المهمة أولًا، ثم سترى ماذا يحدث مع تلك الصغيرة.

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن