«كثرةُ الصفع لا يجعلُكَ تعتادُ عليه،
بل يزيدُ فزعكَ من الأيدي الممدودةِ لكَ،
حتى لو لعِنَاقِكَ!»اقتباس
***
قبل ثلاثة أيام..
دخلت جناحها بعد أن انتهت من تناول الطعام في القاعة التي لم تعد تجمع الجميع، ثم زفرت بملل وهي ترمي بجسدها على أريكتها تقابل المكتبة الصغيرة فيها، ثم رفعت ذراعها تغطي عينيها وسقطت دموعها.
فقط تشعر بالاختناق، بالضيق، وبالإكتئاب من كل ما حدث ويحدث.
الأجواء في القصر أصبحت كئيبة، ياسين حرفيًّا لا يتحدث مع أحد، وقد كان تهديده لداوود بالأمس هو أول ما تحدث به بعد شهر من حادثة عزام.
هي نوعًا ما.. لا تفهمه.
لقد رفض الحديث مع عزام بعد أن طلب منه داوود وكريمان أكثر من مرة.
هو لم يرفض بالمعنى الحرفي، بل تجاهلهما.. تمامًا.
فكرت ربما أنه خائف من أن يخذله عزام بإثبات أنه خائن للعائلة، لكن هذا لا يعني سوى أنه لا يثق به، وصمته لا يدل سوى على ذلك.
تشعر أنه لو تحدث مع عزام لتغير الكثير، ربما لانكشف السبب الذي جعله يقدم على خطوة كبيرة وجريئة كتلك.
ثم اتجهت أفكارها ناحية ابنة عمها، أريج.
التي رغم أنها من فضحت ما فعله عزام إلا أنها وقفت بوجه من أراد إيذاءه.
تتذكر شجارهما بعد الحادثة.
هي اتهمت أريج بشكل مباشر أنها زورت الحقائق ولفقتها ضد عزام، لكن أريج لم تنبس بحرف.
هي لم تدافع عن نفسها، ولم تتهمه بالمقابل، ظلت صامتة تبكي في حضن وضحى التي كانت تنهرها لتوقف عتابها واتهاماتها، لكنها لم تصمت، حتى جرتها روزي للخارج ثم أنبتها بشدة، وبعدها أريج انهارت لأنها علمت أن داوود ضرب عزام في إحدى المرات التي حاول استخراج بعض المعلومات منه.
لم تأكل، أو تشرب شيئًا يومها ولا اليوم الذي يليه، بل ظلت تبكي بجنون، حتى انتفخت عينيها، ولم يهدئها سوى المحاليل التي كانت تجهزها طبيبة القصر لها، لتشربها قسرًا تحت إلحاح والدتها ثم ينتهي بها الأمر في نوم طويل.
لكن من يومها، لم يلمس أحد عزام، وبالمقابل غضب داوود اشتدت حدته في كل مرة.
خصوصًا مع تردي أحوال العائلة السياسية حتى وصلت للحضيض، وزاد الجنون في عقل داوود الذي انتهى به الأمر يطالب بإعدامه.
أنت تقرأ
||خذلان : سقوط نجم||
Misteri / Thrillerانقلبت حياة عزام، الفتى اليافع ذو الرابعة عشر عامًا فجأة بعد أن تم بيعه كعبد لعائلة من الطبقة النبيلة، تم تفريقه قسرًا عن والدته وقتل والده أمام عينيه، ظن أنه لن يتجاوز ما حدث لكنه لم يدرك أن لديه عقلية متكيفة ومتغيرة.. ياسين الابن الوحيد للعائلة، ا...