11.1|نظرات حاقدة- رحلتي الأولى|

3K 221 169
                                    

«‏لم يقُل ذلك لكنَّهُ كان دافئًا، يُحب من عينيه.»

اقتباس

____

كان شعور الراحة يغمر عزام بعد أن سرت الأمور بسلاسة أكثر مما توقع، تحدث مع كريمان عن بضعة أمور حينها واتفقا على خطوتهما القادمة، ولم تمر دقائق حتى كان يتبعها يخرج من الغرفة، فقابلتهما نظرات وضحى القلقة وكريمة تقف خلقها تحدق بعزام بتوتر، لكنه لم يدخر وقتًا وحنى جذعه برفق لكريمان وتحدث شاعرًا بالأنظار المذهولة للشعار الذي على ساعده «عن إذنك يا سيدتي»

«يمكنك الذهاب»
أذِنت له فتحرك مغادرًا الجناح بعد انحناءة طفيفة لوضحى والتي بدا أنها تجمدت مكانها ولم ترمش.

تنهد بخفة حالما أغلق الباب خلفه، لكنه لم يكد يتحرك خطوتين حتى فُتح باب الجناح مرةً أخرى بسرعة وأغلق بقوة ثم شعر بجسد ياسين الصلب يقفز عليه حتى وقعا على الأرض قبل أن تنفجر ضحكات الأشقر ويأتيه صوته المبتهج «أيها الوغد! ما الذي فعلتَه!»

لم يعطه فرصة للتعليق أو الرد وسارع يجلس ويسحبه من ذراعه ليرى الشعار مردفًا بنبرة مشرقة وابتسامة واسعة تخللت ملامحه المبتهجة «لا أصدق! كيف فعلتها بكل تلك السهولة! في أقل من نصف ساعة جعلت جدتي تعطيك شعار قائد فرسان العائلة! أنا واثق بأنك لو وقفت أمام الحاكم لساعتين فقط لأقنعته بأن يتنازل لك عن السلطة! لو ترى وجه سليم! لقد بدا أن الغيظ يأكله أكلًا من الداخل! أما كريمة.. فأرجح أنها تريد الخروج من الجناح واحتضانك بأقصى ما لديها!» قال كل ذلك بسرعة وتفاعل شديد جعل عزام ينفجر ضاحكًا لسعادة صديقه ثم حاول الوقوف يمازحه بمرح وهو يسحبه لينهض «ما كل هذا الحماس! متى آخر مرة تفاعلتَ هكذا؟»

لحظات ظلا فيها يتبادلان النظرات المليئة بالسعادة قبل أن يندفع ياسين معانقًا إياه وهو ينبس بنبرة متأثرة ومكتومة «أنا أسعد شخص بالعالم لحصولي على صديقٍ مثلك»

«أعدك أني لن أخذلك»

همس عزام بثبات يبادله العناق بقوة، ثم ابتعدا عن بعضهما ونظر له ياسين بابتسامة واثقة وتمتم «أعلم أنك لن تفعل»

ابتسم عزام برفق، ثم ضربه على ساعده بخفة ودفعه للباب وهو يلتف ليبتعد «عد الآن، السيدة كريمان لديها بعض الكلام لك وللجميع»

«أين ستذهب!»

سارع ياسين يهتف به مستعجلًا وكفه على مقبض باب جناح جدته فأشار له عزام مجيبًا «سأبقى في جناحي»

«أراك لاحقًا إذًا!» تحدث ياسين وراقبه عزام وهو يدخل ويغلق الباب خلفه، فالتفت بملامح اكتست الهدوء فجأة نحو الباب الأبيض البعيد عنه، الباب القابع قبل باب جناحه، حدق به لثوان ثم تحرك حتى وقف أمامه يرتب أفكاره للحظات.. كان هذا أول طلب أخذه من السيدة كريمان.. أن يتحدث معها فمنذ أول تهمة أوقعته بها وهو يأكل نفسه من الداخل كلما مرت بخاطره.

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن