كتفي وما أملكُ لكَ يا صديقي.
***
كانت المدفأة تشتعل نارًا لم تكن كفيلة بتدفئة النار الباردة في قلوبهم.
على أريكة يوسف يجلس منكفئًا على نفسه، ورأسه وذراعيه تغطيهما رجليه المثنيتين، وبالطرف الآخر يجلس علاء الذي يعانقه مراد علَّ دموعه تهدأ.
تتعامد معها أريكة يجلس عليها عيسى ومحمود محدقين في النار التي أمامهما بشرود عميق، وفي الأريكة الأخيرة يمتد عزام على جانبه وذراعيه مرميتين بكسل أمامه ويحدق في نقطة وهمية.
كان هذا حالهم بعد أن اغتسلوا واستبدلوا ثيابهم، ولحسن الحظ كانت كريمة هي من اهتمت بهم، ويبدو أن الخبر لم يصل لليلى حتى لحظة انفتاح الباب بقوة ومفاجأة لم تكن كافية بجعل عقولهم الشاردة تعود للواقع.
وقفت تلهث خلف الأريكة التي يمتد عليها عزام، والدموع تغشي عينيها اللتان تدوران بينهم بسرعة وعدم تصديق.
لقد تركت كل ما بيدها وأسرعت راكضة حين سمعت الخبر التي تناقلته الجواري فيما بينهن، خبر عودة عزام وياسين والبقية في حالة يرثى لها، ومحمد.. ليس معهم.
«أين هو؟» كان صوتها لاهثًا أقرب للهمس، ونبرتها تدل على تمالكها الشديد لدموعها، لكن لم يأتها رد، وكل ما حدث هو أن عيسى ومحمود تبادلا النظرات المنكسرة والمتوترة، قبل أن يرفع هذا الأخير قدمه ليثنها لصدره وتعانق نظراتهما الأرض.
الجواب واضح، واضحٌ حتى للأعمى.
حاولت الحديث لكن الكلمات علِقت في حلقها ودمعة تمردت متحررةً من جفنيها.
مدت يدها لعزام الذي يوليها ظهره بحاله السابقة، ثم توقفت على صوت كريمة «ليلى! ماذا تفعلين هنا؟»
التفتت لها لتراها تتجه نحوها بقلق حاولت مواراته في سوداوتيها، والجواري خلفها دخلن بأطباق الطعام حتى توقفت أمامها، فارتجفت شفتاها وهي تحدق برفيقتها التي لم تستطع إخفاء علامات التوتر والانكسار، وسرعان ما همسَت باسمها بألم ثم احتضنتها وهي تنفجر باكية لتعانقها الأخرى بحنان مربتتةً على رأسها.
كان بكاؤها ما أبدى رد فعل مفاجئ وسريع لديهم بطريقة أربكت كريمة، عزام سحب ذراعيه بسرعة ليضمهما لجسده بقوة، علاء ارتجف باكيًا وشد مراد على عناقه، فيم أسرع عيسى نحو يوسف الذي ارتجف بقوة لثانية ثم أجهش بالبكاء محدقًا بكفيه المرتعشتين.
«يوسف، اهدأ» تحدث يلف ذراعه حول كتفه، فتلعثم الآخر بين بكائه «كفاي! كفاي مغطيتان بدمائه!»
أنت تقرأ
||خذلان : سقوط نجم||
Mystery / Thrillerانقلبت حياة عزام، الفتى اليافع ذو الرابعة عشر عامًا فجأة بعد أن تم بيعه كعبد لعائلة من الطبقة النبيلة، تم تفريقه قسرًا عن والدته وقتل والده أمام عينيه، ظن أنه لن يتجاوز ما حدث لكنه لم يدرك أن لديه عقلية متكيفة ومتغيرة.. ياسين الابن الوحيد للعائلة، ا...