40|شخصٌ آخر- مصاب|

1.4K 154 134
                                    

أتمنى فقط ألا تسقط نجومي التي راهنتُ بحياتي عليها.

***

نسيم الليل لفح المكان بهواء بارد محمل برائحة البحر، وتحركت الحشائش وأوراق النخيل مصدرةً صوتًا هادئًا متناغمًا كان يجب أن يبعث السكينة في قلبه، لكن أنى له أن يهدأ والقلق على أصدقائه والمقربين إليه ينخر قلبه وعقله نخرًا.

عاد الجميع بالفعل قرابة الثامنة مساءً، ثم توجه ياسين وأريج وأبناء خال والدتهم للقصر، أما هو والبقية فقد قرر مسبقًا بقائهم هنا لهذه الليلة على الأقل.

«المزيد من القلق، وبحر الأسرار يزداد عمقًا»

صدح صوت هادئ من جانب المبنى الأيمن، وظهر يوسف بعد لحظة، ليستقر واقفًا بجانبه، يتكئ بإحدى قدميه للجدار المزخرف خلفهما، وكفيه في جيبي بنطاله.

«ماذا حدث هذه المرة؟ حتى عُدتَ بوجهٍ غير الذي ألفناكَ عليه؟»

سأله الأكبر، فلعق شفتيه بهدوء، وحدق بالحشائش التي تتحرك تحت ضوء البدر الساطع نوره في المكان، ثم تحدث هامسًا «لقد تأكدْت، ووددتُ لو أظهرتُ نفسي وأنهيتُ كل هذه الحرب العمياء»

«تأكدتَ من ماذا؟»


«من أن هدفهم الرئيسي هو أنا»

«من هم؟»

بضع لحظات من صمت، حتى تمتم مجيبًا «الدون»

كان اسمًا كفيلًا بجعل يوسف يلتفت له بفضول ثم سأله «ماذا حدث؟ أخبرني!»

سحب المعني نفسًا طويلًا ثم رفع رأسه يزفره بثقل وقد تعلقت عينيه بالنجوم المضيئة في السماء لوهلة، ثم التفت لصديقه مجيبًا «توجهتُ لديرينا كما أمرتني السيدة كريمان، وصلتُ قبل الغروب، لذا وجدتُها فرصة للمرور بالقصر، علّ غرفتي لم تحترق فأستطيع إخراج الأوراق السرية للعائلة من خزنة سرية تحت أرضها، لكنني حالما اقتربت من القصر من جهة الغابة وجدتُ آثارًا حديثة لعدة جياد»

«لمَ عبرتَ للقصر من الغابة؟»

«لم أستطع إبعاد آخر محادثة لنا من تفكيري، فأخذت احتياطي لوجود أحد، لذا لم يفاجئني أمر وجود من ينتظر قدومي في القصر. كانت الشجيرات قد نمت بشكل كثيف من الغابة وحتى جوانب القصر بفعل الأمطار الغزيرة، وهذا سهل لي التخفي والوصول للمخزن الذي بدأ منه الإنفجار..»

«لحظة! لحظة! ما الذي دفعك للدخول أساسًا! تبًا! عزام! هل جننت!»

«أردتُ استخراج الوثائق..»

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن