وإن أعادوا لنا الأماكن من يعيد لنا الرفاق.
اقتباس
***
عشرة أيام مرت على الحادثة، ولم يهدأ التوتر في القصر ولو قليلًا، بل إنه طغى ليشمل الجميع، وانتشرت الأقاويل والإشاعات بين الجواري والعبيد كانتشار الهشيم.
أما ياسين، فمنذ لقائه بابنتي عمه فلم يسمح لأحد بالدخول لجناحه عدا كريمة، بالرغم من محاولات والدته وجدته العقيمة لمحادثته وتهدئته.
واليوم كسابقه، طرقات الباب أتت في ميعادها، وانفتح الباب لتدخل كريمة بأطباق الإفطار كالمعتاد، وياسين يقف يحدق بخارج الشرفة بعادة أصبحت تلازمه.
وضعت الأطباق بهدوء على الطاولة، ثم رمت له ببضعة نظرات شابها بعض التوتر.
لقد نسيت متى آخر مرة تعاملت معه بعفوية، هو تغير في لحظة، تغير كثيرًا حتى أنها تكاد لا تعرفه، وكان هذا شاقًا تحمله واستيعابه.
لم يسألها عن توترها، بالرغم من ملاحظته ذلك، وبالرغم من وقوفها أمام الطاولة بعد جلوسه لتناول إفطاره على غير العادة.
كان يبدو أنه لم يعد يحتمل الحديث وكانت تدرك ذلك وتخافه، لأنه كلما طالت فترة صمته سيجعل ذلك نقطة انفجاره تزداد غضبًا وقسوة.
«ياسين!» نادته تجلب اهتمامه بعد أن يئست منه، وهمهمة خافتة غير مهتمة أصدرها جعلتها تبتلع ريقها بتوتر، قبل أن تتحدث مستجمعةً قوتها «السيدة كريمان تريد الحديث معك»
لا رد.
«يبدو الأمر مهمًا هذه المرة»
لا استجابة مجددًا.
«أقترح أن تجيبـ..»
«كم مرة يجب عليَّ الحديث بهذا الشأن» تحدث بهدوء يترك شوكته ويرفع نظره لها، فصمتت لوهلة، ثم تحدثت تحاول تقنعه بلطف «اسمعني أرجوك! يبدو الأمر جديًا هذه المرة، لقد أمرَت بحضور أريج أيضًا، يبدو أن هناك ما تريد قوله ويجب عليكم سماعه»
لم يقاطعها هذ المرة وهذا أعطاها بصيصًا من الأمل، فتابعت «ستجيبها صحيح!»
«لا» قال باقتضاب، وعاد يتناول طعامه واليأس احتل ملامح وجهها.
«استمع لي هذ المرة. أرجوك! سجن نفسك في جناحك ليس حلًا! تصرفك لن يحل أي شيء..»
«لم أعد أريد حلًا لأي شيء. اكتفيت من الحلول العقيمة التي تأخذ مني كل ما يهمني. لم يعد لدي شيء لأخسره، ولا شيء لأحارب لأجله»
أنت تقرأ
||خذلان : سقوط نجم||
Mystery / Thrillerانقلبت حياة عزام، الفتى اليافع ذو الرابعة عشر عامًا فجأة بعد أن تم بيعه كعبد لعائلة من الطبقة النبيلة، تم تفريقه قسرًا عن والدته وقتل والده أمام عينيه، ظن أنه لن يتجاوز ما حدث لكنه لم يدرك أن لديه عقلية متكيفة ومتغيرة.. ياسين الابن الوحيد للعائلة، ا...