58 |إعدام- اختفاء|

1.5K 146 261
                                    

‏لقد هُزمنا من الأصدقاء، من الأحبةِ، والأقرب إلى قلوبنا، ومِن مَن كُنا نظن بهم خيرًا.. لم تأتِ هزائمنا أبدًا من الأعداء.

اقتباس

***

لأنّهُ لم يكُن صديقًا يومًا...

***

«لقد سئمتُ الأعذار التي ما زِلت أسمعُها منذ شهرٍ في هذا الأمر! لن أتنازل عن حرفٍ واحدٍ قُلتُه، ذاك الوغد يجب أن يتم إعدامه بأسرع وقت»

صُراخ داوود الغاضب جاء مُجادلًا أخته التي زفرت بضيق وضعف حيلة وهي تمسح وجهها بكفيها.

عزام لم ينبس بحرف منذ سجنه برغم محاولاتها المستميتة.

وداوود يضغط عليها وعليه، حتى أنه أقدم على ضربه مرات عدة لكنها خلصته في كل مرة.

أمر بتعذيبه والتحقيق معه لكنها وقفت في وجه قراراه أيضًا.

وكل ذلك تحت حجة واحدة، أريج التي ترَجَّتهم وانهارت أكثر من مرة كي لا يؤذونه، وبهذه الحجة استطاعت إخفاء سببها الحقيقي.. القصًّاب الذي لم يصلها ردٌّ منه برغم الرسائل الكثيرة التي أرسلتها له.

«كُلُّه بسبب حفيدتكِ المدللة تلك! إنها تدافع عن عبدٍ خائن، وأنتم بشكل لا يصدق تقفون بصفِّها! »

صرخ مجددًا بغضب، ونهضت وضحى تتحدث معه كي يهدأ، في حين أرسلت كريمان نظرة سريعة للجالس بسكون لا يرفع نظراته ولا ينبس بحرف.

منذ الحادثة لم يسمعوا صوته، وهذا يثير بداخلها الكثير ويكسر توقعاتها وآمالها عليه.

تتمنى لو يدافع عن عزام كما توقعَت أن يحدث، لربما تعززت حُججها، لكن صمته يؤرقها، ويقلقها.

«هذه الحجة أصبحت بالية ومثيرة للإشمئزاز، إن لم يتم الإجماع على إعدام ذلك الخائن الذي رفض حتى المساعدة والحديث عما فعله، فسأعدمه بنفسي! » جاء صراخه ردًّا على حديث ابنة أخته التي نوعًا ما توافقه، لكن انهيار أريج المستمر أضعفها.

تنهدت بتعب وهي تنظر لوالدتها، ثم انتبهوا للباب الذي انفتح بعنف وظهرت منه أريج التي ضعفت بنيتها وشحُبت ملامحها.

«ما الذي ستحصل عليه من التخلص منه؟ إنه لا يؤذي أحدًا! » هتفت بوجهه، ملامحها تدل على البكاء وعينيها محمرتين، وسيرين خلفها تنظر لهم متكتفة.

بدا أنها من أخبرتها عن الجنون الذي جمعهم عليه داوود صباح هذا اليوم، وهذا جعل روزي تزفر بقلة حيلة وهي تمسح وجهها بكفيها.

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن