«كان مجيئه حنونًا بشكل مُفرط، وكأنه بذلك يعتذر لها نيابةً عن كل ما أذاها.»
اقتباس
***
مشت ليلى في الممر المؤدي لقاعة الاحتفالات وهي تدفع عربة الطعام أمامها، ثم وقفت أمام محمد الذي يقف أمام باب القاعة وتحدثت بجفاء مصطنع تجعله يحدق بها بابتسامة قليلة الحيلة «أريد إدخال الطعام»
«تعلمين جوابي يا ليلى» تحدث برفق وسوداوتيه تحدقان بها بدفء، مما جعلها تضرب الأرض بقدمها هاتفةً بطفولية «تبًا يا محمد! دعني أدخل فقط، ماذا سيحل بك؟»
«إنها أوامر عزام» أجابها باقتضاب، فزفرت حانقة ثم هتفت ملوحةً بيديها باعتراض «لا أعلم ما بال ذاك الغِرّ الصغير! لقد مرَّ أسبوعَين بالفعل، والاحتفال أصبح بالغد، فلم كل هذا الحرص المبالغ!»
«من تسميه بالغر يفوقك طولًا يا آنسة!»
التفتت لمصدر الصوت الحيوي خلفها لترى علاء خلفه يوسف يحملان أكياس كبيرة متوجهين نحوهما، فعقدت حاجبيها مخاطبةً علاء «أنت اصمت أيها الصغير، يوسف تدخل!»
«لا شأن لي» أجاب وهو يمر بجانبها مما جعلها تمد يدها تقرصه من أذنه فتوقفت خطواته مُرغمًا وتأوه بألم وامتعاض «ليلى!»
لكن هتافه جاء بنتيجة عكسية وشعر بها تشدُّه نحوها بقسوة وصوتها الحانق يعلو «لقد عشتُ سنوات في القصر عندما أتيتم رضعًا أيها الحمقى! لا تظنوا أني سأتهاون معكم بمجرد أنكم فرسان لذاك الغرّ!»
أفلتته فابتعد متأوهًا يفرك أذنه بانزعاج ويحدق بعلاء الذي يكتم ابتسامته بغل، في حين أشارت لعربة الطعام «خذوها قبل أن أقلبها على رؤوس ثلاثتكم»
وسرعان ما تحرك محمد وسحب العربة ثم دخل للقاعة وتبعه يوسف وعلاء مغلقين الباب خلفهم، ومتنهدين براحة من أنهم أفلتوا منها، فالتفت لهم عزام الذي كان يجلس في الطرف الأيمن وأمامه ياسين الذي يقف ناقلًا ثقل جسده على قدمٍ واحدة، وتساءل باستغراب «ما بكم؟»
«ليلى، إنها لا تستسلم!»
تنهد محمد يجيبه بيأس، ضحك بخفوت ثم التفت ليوسف الذي تحدث بامتعاض وهو يضع الأكياس «كله بسبب هذا المتطفل!»
«وما شأني أنا!» هتف علاء الذي علم أن النقد موجهٌ نحوه، ثم تخصر مشيرًا لعزام «لقد نادته بالغِر، فدافعتُ عنه!»
«إنها لا تفتأ تذكرنا كم عانت بالاهتمام بنا!»
علق محمد بيأس وهو يجلس على أحد الكراسي المنتشرين بالقاعة، فابتسم عزام بلين وعلق ياسين «لا أنكر أنها عانت مع نمط علاء الحركي وطبيعته الفضولية، لكنك ويوسف كنتما هادئين حتى أن الشعور بتواجدكما مستحيل»
أنت تقرأ
||خذلان : سقوط نجم||
Mystery / Thrillerانقلبت حياة عزام، الفتى اليافع ذو الرابعة عشر عامًا فجأة بعد أن تم بيعه كعبد لعائلة من الطبقة النبيلة، تم تفريقه قسرًا عن والدته وقتل والده أمام عينيه، ظن أنه لن يتجاوز ما حدث لكنه لم يدرك أن لديه عقلية متكيفة ومتغيرة.. ياسين الابن الوحيد للعائلة، ا...