ثمة شيءٌ آخر غير الموت يقتلنا.
اقتباس
___
قبل ثمان سنوات
الجميع بدار الاجتماعات.
الملامح المنكسرة تنتشر في الأرجاء.
امرأةٌ تضم صغيرها الباكي إلى صدرها وهي تربت عليه بقلق كاد يفتك بعظامها، دموعها لا تتوقف بالنزول هي الأخرى وهي تدرك أنهم جميعًا قد تم انتزاع حريتهم.
شابٌ متسمر بالزاوية لشهوده مقتل عائلته التي كان يكدح لأجلها ليل نهار، فقط ليرى ابتسامة أخته الرائعة التي تستقبله كل يوم بأحاديثها الممتعة، حضن والدته الحنون الذي ينسيه كل ما يمر به من تعب وألم. صوت والده الرزين والقوي الذي لطالما كان مثله الأعلى وسنده في الحياة، أخيه الصغير.. ذا السبعة أعوام... الذي لطالما رآه قدوته حتى أصبح يقلده في كل تحركاته. دمعة حارقة أحرقت روحه قبل خده، انكفأ يشد ذراعيه حول نفسه، لعله يغادر هذه الحياة إليهم! إلى حياته!
في زوايا متفرقة فتيات يبكين بصوت مكتوم خوفًا من السيوف التي على رقاب الجميع، التفكير بما ينتظرهن في المجهول يفزع قلوبهن قبل عقولهن. ماذا سيكون مصيرهن! جواري! إماء! أم سيرمونهن في الحانات! تتسارع نبضات وشهقات كل منهن عند تذكرهن ذلك، بالرغم من ابتعاد كل واحدة عن الأخرى! ربما الأغلب منهنلا علاقة جيدة بينهن، إلا أن الحقيقة واحدة!
هذه هي نتيجة الحرب.
غارة قام بها مجموعة من الفرسان كما يسمون أنفسهم بأمر من الملك.
ذريعة بسيطة كانت تكفي ليجعلوا هذه القرية الصغيرة ملعبًا للرماح والسيوف فقط ليرضوا كبريائهم وجيوبهم، وربما فراشهم أيضًا.
هذا هو مصير الضعفاء في هذه المملكة ذات العدالة الزائفة، التي تدوسها الأقدام وتلوكها أفواه أصحاب النفوذ، ليرموا بها في أقرب سلة مهملات تصادفهم.
وبين كل هذه المشاعر المتضاربة، كان التوتر يضرب مشاعر أمينة، الأم بيضاء البشرة وبنية الشعر المتشابك والذي ملأه الغبار، وهي تمسك بعضدي ابنها ذو الرابعة عشر عامًا الجالس أمامها، وتهمس له بقلق «عزام اهدأ!»
كان مصابها ومصاب ابنها الوحيد كبيرًا، لم تكن تتوقع مطلقًا أن يموت زوجها الذي شاركها أقسى أوقات حياتها مذبوحًا أمامها، على يد مسخ مشوه، لكنها لم تستطع التعبير عن حزنها أو حتى التفكير بمصيرها وابنها، فقد كان هذا الأخير يأخذ كل اهتمامها حاليًا.. بقلق، وتوتر من ماض شعرت بالرعب من أن يلاحقها ويختطف منها ابنها الذي حمته طويلًا، وبهلع من أن يتهور ابنها كستنائي الشعر ويدخل في جدال مع أي من الفرسان عديمي الرحمة.
أنت تقرأ
||خذلان : سقوط نجم||
Misteri / Thrillerانقلبت حياة عزام، الفتى اليافع ذو الرابعة عشر عامًا فجأة بعد أن تم بيعه كعبد لعائلة من الطبقة النبيلة، تم تفريقه قسرًا عن والدته وقتل والده أمام عينيه، ظن أنه لن يتجاوز ما حدث لكنه لم يدرك أن لديه عقلية متكيفة ومتغيرة.. ياسين الابن الوحيد للعائلة، ا...