اعتذار مسبق لأصحاب القلوب الضعيفة.
قراءة ممتعة🌟أتمنى أن نعود إلى الوراء،
إلى ماقبل اللقاء، ولا نلتقي..
الشوارع مزدحمة، الباعة يحتلون الزوايا والأركان، ضحكات تصدح من مكان وصراخ يتعالى من مكان آخر، تجمعات للناس في مكان وفي آخر يمشون منفردين أو مجموعات، ضحكات أطفال تتعالى وهم يركضون بين الجموع وصراخ سيدة عجوز يصدح محذرةً إياهم من الاقتراب من نافذة منزلها.
هذه هي مدينة ديرينا، ليلها لا يختلف عن نهارها سوى بغياب الشمس، تشبه إلى حد بعيد المدينة الساحلية، كافورا، منبع الجمال في الساحل الشمالي، وموطن السمراء التي تتجول بين شوارع المدينة باستمتاع وابتسامة تعلو ثغرها، هنا يحق لها أن تتصرف كما تريد، كواحدة من العامة.. من الناس الطبيعين كما تسميهم.
تعالت ضحكاتها واتسعت ابتسامتها، تأكل من طعام ذاك البائع، وترقص بجنون على أنغام أحد عازفي الشوارع، تشكل بعض الوجوه الغريبة والمخيفة مع بعض الأطفال، وتشكل بعض الفوانيس الطائرة مع آخرين في الحديقة العامة، وتبتاع لها بعض الكافيار والخيار المخلل الذي تعشقه حد الجنون، والذي بفضل صرامة والدتها حول الطعام فلا تستطيع التمتع بتناوله، عدى عن يومها المميز الذي تحرر نفسها فيه من كل القيود الطبقية.
مضغت قطعةً باستمتاع وهي تغمض عينيها متمتعة بالحموضة الناتجة عنه وهي تمشي في أحياء المدينة النابضة، ثم ضحكت بخفة وهي تفتح عينيها وتبتلع الكافيار متذكرةً نظرات البائعة المستنكرة عندما رأتها تأكل باستمتاع طالبةً المزيد، وسرعان ما توقفت لبرهة ملتفتةً ليمينها حيث بعض الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم الثامنة يلعبون بحماس فرسمت ابتسامة على شفتيها، وحركت قدميها مستأنفةً سيرها ليباغتها جسد اصطدم بها بعنف موقعًا إياها على الأرض بصرخة عالية.
تناثر ما تبقى من المخلل والكافيار واحتكت راحتي كفيها بالأرض وهي تتأوه بخفة وترتفع بجذعها جالسةً ومستغربةً صمت الشخص الذي مازال يقف أمامها، ثم رفعت رأسها ونظرها بحدة مستعدةً لإلقاء وابل من الشتائم على هذا الذي تجرأ وأوقعها لكن ملامحها تسمرت وهي تراه ينظر لها بدهشة.
لن تخطئه..
العينان الزرقاوان والناعستان بتمازج عجيب مع الحاجبان المرفوعان بحدة، الشعر المنسدل بلون أشقر تشوبه بضع خصلات ذهبية وفضية بشكل يدعو للإستغراب، وابتسامته الجانبية الساخرة التي لم تفارقه حتى مع ملامحه التي اجتمعت فيها دهشة العالم أجمع، المنحرف الذي لاقته في احتفال أريج وسمعته يأمر مرافقه بإحضار المعلومات عنها، الوغد ابن الباشا كما سمته.
أنت تقرأ
||خذلان : سقوط نجم||
Mystery / Thrillerانقلبت حياة عزام، الفتى اليافع ذو الرابعة عشر عامًا فجأة بعد أن تم بيعه كعبد لعائلة من الطبقة النبيلة، تم تفريقه قسرًا عن والدته وقتل والده أمام عينيه، ظن أنه لن يتجاوز ما حدث لكنه لم يدرك أن لديه عقلية متكيفة ومتغيرة.. ياسين الابن الوحيد للعائلة، ا...