37|مسؤولية- ذكرى مَيْت|

1.6K 156 235
                                    


«كم مرةً أخرى يجب فيها أن أغرق بالضعف!
أن يتشبث بيَ العجز
ويخنقني اليأس!
أن أكتشف أن كل تلك القوة المزعومة بداخلي
ما هي سوى هشاشة رثَّة عديمة النفع والقيمة!»

***

نظر عزام لظهر صديقه الذي يصعد السلالم على مهل وكفيه في جيبي بنطاله، لَم يبدو أنه يهتم للأمر بعكسه، فالقلق يضطرب بداخل صدره، وكل تفكيره ماذا لو كان أدهم حاقدًا عليهم واتهمهم بشكل مباشر!

بالرغم من أن جميع من في الإسطبل سيشهد بما رأى، لكن توتر الأجواء حاليًا ليس في صالحهم، ولن يزيد الطين إلا بِلّة.

تنهد بخفة وهما يقتربان من الباب الضخم لجناح كريمان، ثم توقف حين توقف ياسين ملتفتًا نحوه.

«ابقَ هنا»

كلمتين قالهما ياسين بهدوء، ليرفع هو حاجبًا بدون استيعاب، ويردد بعدها مستنكرًا «أبقى هنا! لمَ؟»

«سأتدبر الأمر، لا أريدكَ أن تدخل في مشاحنة أنتَ في غنىً عنها، فقط اذهب واسترح واترك الباقي لي» أجابه بهدوء يضربه على ساعده، فتحدث عزام بشك وحيرة «أنتَ متأكد؟»

«يا رجل! كل شيء بخير! دعِ الأمر لي فقط!» علق الأشقر بابتسامة واسعة مفاجئة، وهو يضرب على ظهره بقوته، مما جعل عزام يتقدم خطوة للأمام، فتنهد بصبر، ثم أغمض عينيه كي لا يصرخ فوقه لحركته الدائمة، ثم أومأ وتحرك متجهًا نحو السلالم هاتفًا «تصبح على خير»


تبعه ياسين بعينيه حتى اختفى، ثم التفت للباب متمتمًا بخفة «حان وقتُ التصرف مع بعض المتبجحين»

وهو حقًّا توقع العديد من السيناريوهات، لكن هذا كان أسوأها.

«كيف يجرؤ حفيدكِ على أذية حفيدي! إنه أول يوم فقط وقد عاد بهذا الوجه المشوّه! في الأيام التالية مالذي سيحدث إذًا!»

كان صراخ داوود عاليًا، ومفاجئًا لياسين الذي رفع حاجبًا باستغراب، وأدخل كفيه في جيبي بنطاله وهو يقف ناقلًا وزنه على قدم واحدة، في حين حدقَت به كريمة التي تقف بعيدًا بتوتر وهي تعلم طباع رفيقها جيدًا.

كان داوود واقفًا يوجه ظهره إليه ولا يفصل بينهما سوى عدة أمتار، أدهم يقف متكتفًا بذراع وكفه الأخرى يغطي بها وجهه، بعد أن حاول الحديث وأخرسه جده صارخًا عليه بغضب وأيهم يقف مبتعدًا عنهما قليلًا وفي عينيه نظرة قلق وحيرة، أما توليب فإصبعها لا تتوقف عن الطرق على ساعدها، وهي تحدق بالمشهد وشفتها بين أسنانها تفكر في السبب كجدها، فأخويها الإثنين التزما الصمت طوال الطريق، وأيهم أخبرها أنه سيحادثها بالأمر ما إن يصلوا، لكن جدهم ظهر أمامهم بالحديقة ولم يعطهم حتى فرصة الحديث.

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن