53|عبء- كذبة|

2K 159 145
                                    


‏من المُخيف أن تملك مشاعر عملاقة كهذه ولا يمكنك تسريب ولو كلمة واحدة نحو الإتجاه الصحيح

اقتباس

***
أغلق الباب خلفه ووجهه تعلوه علامات الشرود والبهوت.

مشاعره، الصداقة التي زرعها بداخله، أمله بصديقه، للحظة شعر أن كل شيء غير حقيقي وهلامي.

هلاميّ زلق يتسرب من بٌين يديه مشوهًا بذلك كل صورة جميلة ومشرقة عاشها قبلًا.

«ياسين!»

عاد من شروده على وقع صوت ليلى المتلهف ليرفع نظره نحوها منتبهًا.

«ماذا حدث؟ كيف هو؟»

سؤالها جاء قلقًا، مشككًا وغير مطمئن.

حالته بالفعل توضح حالة صديقه، لكنه أنكر.. شعر بالخوف لأول مرة في حياته، ذلك الخوف الذي يدل على ذنب لم يرتكبه، وعلى حمل ثقيل يكسر القلب وصاحبه.

شعور يجعله يَكذب ويُكذّب الحقائق.

«إنه بخير، يحتاج لفترة من الراحة.. فقط»

صوته خافت، كاذب، وعيناه لا ترتفعان من الأرض.

قدميه تحركتا بثقل بمحاولة للهروب من أمامها، هي دافئة القلب تشعر بهم جميعهم وهذا أخافه.

خوفًا منها وعليها.

ليلى التي ترى بعزام الحياة المتبقية لها.

***

طرقت السمراء باب جناح ابنة عمها ولم تنتظر لتسمع الرد وهي تفتحه وتدلف للجناح، ورأتها تجلس على أريكتها بصمت وكأنها تتعرض للإستجواب، وجاريتها واقفة على مقربة منها تحدق بها.

«أريج!»

استغربت حالتها وهي تدلف حتى وصلت لها، ولم يبد من الأخرى رد فعل سوى إبهام كفها الأيمن الذي تحرك يشكل دوائر على ظهر كفها الأخرى.

«أريج!» نادتها مجددًا باستنكار وهي تجلس على مقربة منها، ثم تحدثت بقلق «ما بك؟»

«لا شيء»

كانت إجابتها سريعة مختصرة، قبل أن تتنهد موقفةً كفها عن الحركة وتلتفت لخلفها حيث تقف جاريتها «رنا، أحضري لي مشروبًا باردًا، لا يهم نوعه، أي شيء سيفي بالغرض، أشعر أني أختنق»

كانت نبرتها ضيقة ونفسها قصيرًا تجعل سيرين تلعق شفتها بتوتر وهي ترى الجارية تغادر وتقفل الباب خلفها.

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن